قائمة الموقع

فلاح "للقدس للأنباء": تخفيض مساعدات "الأونروا" أثَّر على الوضع المعيشي لعائلتي

2024-06-11T18:15:00+03:00
وكالة القدس للأنباء - أسماء بزيع

كل إنسان على وجه الأرض له الحق في الحياة الحرة الكريمة، كما يشاء، لكن دون أن تفرض عليه ظروف قهرية تجبره على العيش بعيدًا عن أرض أجداده، حيث أصلك وجذورك. "وكالة القدس للأنباء" بدأت جولتها من مدخل مخيم "برج البراجنة" للاجئين الفلسطينيين في لبنان بدربِ ندرة من سار عليها تشبث بالمكان، وبحث في مكنوناته وغاص في أسراره،.

يكتظ الشارع بالناس، للوهلة الأولى يمتلىء القلب سعادة دون فهم السبب، تشعر أنّك سعيد في أزقة يكاد يفوح منها عطر برائحة ذكريات الطفولة البريئة، ومشاكسة المراهقين، وأحاديث الجدّات.

لكن وبالنسبة لسكان المخيّم، هي مأساة تفاقمت يومًا بعد يوم من كونهم ضحايا أزليين.

نكمل المسير ونحن نشاهد كيف ترامت عشرات المنازل العشوائية على مد البصر بعد مضي عقود على مكوث سكانها داخلها. تنفسنا الصعداء بحرقة وأخذنا الطريق بين الأزقة، بشكل مستقيم أكثر، واتجهنا حو مقصدنا  في زقاق بين أبنية كرزمة مصفوفة من الأعمدة تأوي بين شقوقها ما يندر رؤيته من البدن والجوارح. 

لنصل إلى منزل آمال فلاح (45 سنة)، الأم لثلاثة أطفال، في منزل أم زوجها، التي توفيت منذ سنوات. وعند ذكر كلمة "منزل" ترد صورة في الذهن، أعمدة مقسمة مع سطح وغرف، لكن ما تشاهده، لا يرتقي إلى مسمى خيمة، وإن كانت مدعّمة بإسمنت، ككثير منها في المخيم. وهو محشور بين أبنية مشابهة مركّبة، بين دهاليز ضيّقة لشوارع تتدلّى بينها وداخلها كابلات الكهرباء كحبال حول الرقاب.

إذا ما وصفنا منزل فلاح، بيتها الكائن على الطابق الثاني، درجٌ متهالك الأحجار، بلا حماية، وعندما تدخل المنزل تلقى فسحة صغيرة معلّقٌ فيها ملابس بالية، مع بعض "الكنبايات" القديمة التي لا تصلح للجلوس، وغرف المنزل لا يوجد بها أدنى مقومات الاستخدام الصحي، وجدرانها سوداء وطلائها قديم متقشر بفعل قساوة الأيام والوضع المعيشي الصعب، التي ترزح تحتها تلك العائلة.

قالت فلاح لوكالة القدس للأنباء، إن "الوضع المعيشي صعب، وانها تعتمد بشكل أساسي على المساعدات النقدية التي تقدمها الاونروا، والتي كانت عبارة عن (50$) كل ٣ أشهر، اما اليوم وبفعل التقليصات اصبحت (30$) ومهددة بانقطاعها كلياً، متسائلة: ماذا سيكون حال عائلتي اذا انقطعت المساعدات كلياً؟، ومن أين سأحصل على الدعم لتأمين قوت اولادي اليومي؟".

وأضافت فلاح: "اليوم تزداد الأعباء على اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، خاصة في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار، وارتفاع اسعار المواد الغذائية والمعيشية.

لذلك وأمام هذه الضغوطات يجب على وكالة الاونروا زيادة الدعم للاجئين بدلاً من تقليصها، ووضع خطة طوارئ لاغاثة أهالي المخيمات".

ودعت جميع المعنيين بالضغط على وكالة الاونروا لإرجاع المساعدات إلى ما كانت عليه قبل التقليصات كخطوة أولى، وبعدها زيادة الدعم للاجئين الفلسطينيين وتنفيذ خطة طوارئ مستدامة في المخيمات، وهذه هي مهمات الوكالة التي أنشئت من أجلها.

اخبار ذات صلة