/الصراع/ عرض الخبر

بين رفح وقرارات المحكمة الدولية..

نتنياهو "المفزوع" يدق كل الأبواب لوقف كرة الثلج قبل أن تبدأ بالتدحرج!..

2024/05/01 الساعة 09:39 ص

وكالة القدس للأنباء - متابعة

حمل رئيس حكومة العدو "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، على المحكمة الجنائية الدولية متهما إياها بأنها "قادمة لمحاربتنا". وبينت هذه الحملة مقدار فزع نتنياهو من احتمال إصدار هذه المحكمة أوامر اعتقال بحقه شخصياً، وبحق العديد من القادة السياسيين والعسكريين في (الكيان).

وتكاد حملته تعتبر ترجمة لعبارة "كاد المريب أن يقول خذوني". غير أن قراءة تصريحات نتنياهو ضد المحكمة وربطها بتهديدات متكررة له بمهاجمة رفح في كل الأحوال رغم التحذيرات الأمريكية والدولية تشهد على حالة الإرتباك الكبيرة داخل القيادة "الإسرائيلية". ويزداد هذا الارتباك عندما يُربط أيضا بصفقة تبادل الأسرى والهدنة أو وقف النار وهي مسائل تكاد تعصف بحكومة نتنياهو وتسقطها.

 في كل حال، هاجم نتنياهو بشدة المحكمة الجنائية الدولية، التي تخشى "إسرائيل" من أنها قد تصدر قريبا أوامر اعتقال بحق مسؤولين "إسرائيليين". وأعلن نتنياهو أن: "المحكمة في لاهاي قادمة الآن لمحاربتنا". وبعد هذا الإعلان بقليل نشر نتنياهو بيانا دعا فيه "زعماء العالم الحر" إلى التحرك ضد مثل هذه الخطوة، التي لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستنفذ فعلا، واتهمها بذلك. وإذا صدرت الأوامر فستكون محاولة لمنع "إسرائيل" من الدفاع عن نفسها.

وجاءت حملة نتنياهو على المحكمة الجنائية الدولية على خلفية المفاوضات للتوصل إلى اتفاق مع حماس، وتهديدات الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بحل الحكومة إذا لم يتم اجتياح رفح، ما دفع نتنياهو للتعهد باجتياح المدينة. وأكد نتنياهو: "التقيت اليوم مع ممثلي عائلات القتلى والمخطوفين قلت لهم: سنكمل أهداف الحرب. سنقوم بإجلاء السكان المدنيين، حتى نتمكن من التركيز على الإرهابيين كما فعلنا حتى الآن. سوف ندخل رفح لأنه ليس هناك أمامنا خيار آخر، وسوف نحقق كل أهداف الحرب، بما في ذلك عودة جميع المختطفين لدينا".

وبحسب نتنياهو: "هناك قوى كثيرة تحاول منعنا من القيام بذلك. ومؤخرا انضمت إليهم قوة أخرى - المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. هذه المحكمة ليس لها أي سلطة على دولة "إسرائيل". واحتمال أن تصدر أوامر اعتقال" - بتهمة ارتكاب جرائم حرب - ضد قادة الجيش "الإسرائيلي" وقادة "الدولة"، فإن هذا الاحتمال يشكل فضيحة على نطاق تاريخي. بعد مرور 80 عاماً على المحرقة، تفكر الهيئات الدولية التي نهضت لمنع محرقة أخرى، في حرمان الدولة اليهودية من حقها في الدفاع عن نفسها، ضد من؟ ضد من جاء وما زال يعمل علناً على ارتكاب الإبادة الجماعية علينا. يا لها من سخافة، يا له من تشويه للعدالة والتاريخ".

وأضاف نتنياهو "أنه إذا صدرت بالفعل مذكرات اعتقال دولية "فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اتهام دولة ديمقراطية، تقاتل من أجل حياتها وفقا لجميع قواعد القانون الدولي، بارتكاب جرائم حرب. وإذا حدث ذلك، وستكون وصمة عار لا تمحى على جبين البشرية جمعاء، وستكون جريمة كراهية معادية للسامية غير مسبوقة، وهي جريمة ستصب الزيت على التحريض المعادي للسامية المستعر بالفعل في العالم. إن ما يتم تنفيذه هو تهديد قادة وجنود "دولة إسرائيل"، وفي الواقع شل قدرة "دولة إسرائيل" على الدفاع عن نفسها، والحكومة "الإسرائيلية" ومواطنو "إسرائيل" يرفضون ذلك رفضًا قاطعًا”.

وأكد: "لن يؤثر أي قرار، لا في لاهاي ولا في أي مكان آخر، على تصميمنا على تحقيق جميع أهداف الحرب - إطلاق سراح جميع الرهائن، وتحقيق النصر الكامل على حماس والوعد بأن غزة لن تشكل بعد الآن خطرا"، تهديدا "لإسرائيل"، فضلا عن استعادة الأمن والسكان في الشمال". وتوجه ضمنيا لبايدن بالقل: "إن إسرائيل تتوقع من زعماء العالم الحر أن يخرجوا بحزم ضد هذه الخطوة الفاضحة، وهي خطوة من شأنها أن تضر بقدرة الدفاع عن النفس ليس فقط لدولة إسرائيل، ولكن لجميع دول العالم". وتتوقع "إسرائيل" من هؤلاء القادة أن يستخدموا نفوذهم الكامل وكل الوسائل المتاحة لهم لوقف هذه الخطوة الخطيرة التي ستشكل إفلاسا أخلاقيا وتاريخيا.

وسبق ذلك أن أعلن نتنياهو، في لقاء مع ممثلي المنتدى البطولي ومنتدى تكفا أن: "هناك نظام عالمي لمعاداة السامية هنا. عندما نتعرض لهجوم، من المفترض أن الجميع معنا، عندما نخرج للدفاع عن أنفسنا، الجميع ضدنا، محكمة لاهاي، التي أنشئت بعد المحرقة لضمان عدم تكرارها أبدًا، تمنع الدولة اليهودية من الدفاع عن نفسها عندما تحاول تدميرها وتنفيذ محرقة أخرى بالفعل". وأضاف: "لن يحدث ذلك، ليس لدينا دولة أخرى، ولا يمكن تدميرنا. لن يحدث ذلك مرة أخرى، هل نحتاج إلى إذن للدفاع عن أنفسنا؟ كل جندي يحتاج إلى إذن من المحكمة للتصرف". لن يحدث هذا مرة أخرى أبدًا، لقد حدث ذلك الآن، أن محكمة لاهاي قادمة الآن لمحاربتنا. نحن عشية ذكرى المحرقة، لن يحدث ذلك مرة أخرى الآن!".

وواضح أن نتنياهو يعيش في هذه الأوقات نوع من الهوس بالمحكمة الدولية وبرفح وهو يشعر أن ساعته الرملية تنفذ بسرعة. وهو يستخدم كل الاعيبه ومعارفه ويجد نفسه مضطرا لتملق أصغر المؤثرين في أمريكا من رجال الكونغرس ومن المسئولين في البيت الأبيض. ويكاد لا يفعل شيئا سوى محاولة إبعاد القانون الدولي عن نفسه مكتفيا بالملاحقات القضائية ضده في إسرائيل نفسها. وتحاول أوساط أمريكية تهديد المحكمة الجنائية الدولية ومسئوليها بعقوبات ستفرضها إن هي أقدمت على اصدار أوامر اعتقال ضد "إسرائيليين".

وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى انتقادات واسعة في الجهاز القضائي "الإسرائيلي" لحالة الفزع والهستيريا التي يبثها نتنياهو ورجاله جراء مناقشات المحكمة الجنائية الدولية. وترى هذه الجهات أن قرار الاعتقال في هذه المحكمة لا يصدر بسهولة وثمة إجراءات تسبقه وأن المدعي العام كريم خان لن يقدم على مثل هذه الخطوة التي أشبه بزلزال من دون ضوء أخضر أمريكي وبريطاني. فإسرائيل ليست مثل السودان وأوغندا ولا حتى مثل روسيا التي يقف الغرب بأجمعه ضدها.

وثمة أهمية لما عرضه بن كسبيت في معاريف أمس حول ما اعتبره "دراما مزدوجة" بين صفقة تبادل تهز أركان الحكومة وبين أوامر اعتقال تهز "إسرائيل". وكتب أن "المرونة الإسرائيلية الهامة غير منقطعة عن الرعب الذي أصاب المسؤولين وعلى رأسهم بالطبع نتنياهو، من إمكانية اصدار المدعي العام في المحكمة الجنائية في لاهاي كريم خان بالفعل، ضدهم أوامر اعتقال دولية، خطوة غير مسبوقة مع معان استراتيجية وشخصية بعيدة الأثر". قال مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على الاتصالات. "حتى لو لم تكن الامور مترابطة مباشرة، لا شك أن أوامر الاعتقال هي محفز شديد القوة، واساسا في كل ما يتعلق ببنيامين نتنياهو، لمرونة إسرائيلية في موضوع المخطوفين وكذا في موضوع الاستعداد الإسرائيلي للبحث في إمكانية وقف القتال لمدى بعيد"، صياغات توافق إسرائيل على البحث فيها الان".

وأضاف كسبيت "دراما مزدوجة: واحدة إسرائيلية، وهي تدور بين كابينت الحرب وبين ذاته، بين كابينت الحرب والكابينت الموسع، وفي المستوى الشخصي، بين نتنياهو وسجانيه، أساسا بتسلئيل سموتريتش (في ضوء تحييد بن غفير في نهاية الأسبوع). الدراما الدولية ترتبط بالمعلومة الحساسة التي وصلت الى إسرائيل في الأيام الأخيرة، وبموجبها ينظر المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بجدية في أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس الأركان وشخصيات أخرى في القيادة الإسرائيلية."

 في نظره، "هذا الحدث هز عالم نتنياهو، الذي يصفه أناس يعملون معه كـ "مفزوع". الوضعية كلها توصف كـ "فزع مدار". تراكض دولي بسرعة عالية، يمارس فيها نتنياهو كل ما يمكن ممارسته كي يضغط على كل من يمكن له أن يضغط على المدعي العام كريم خان. الرئيس اسحق هرتسوغ هو الاخر يوجد في سر الأمور ويدير اتصالات من جانبه في محاولة لوقف كرة الثلج قبل ان تبدأ بالتدحرج في المنحدر. الموضوع طرح أيضا في مكالمة هاتفية بين نتنياهو وبايدن في نهاية الأسبوع.

رئيس الوزراء طلب من الرئيس ان يعمل في الموضوع. في اعقاب المكالمة نشر مجلس الامن القومي الأمريكي بيانا بان ليس للمحكمة الجنائية في لاهاي أي صلاحيات للبحث في موضوع غزة. الى جانب ذلك، الامريكيون، مثل "إسرائيل" أيضا، ليسوا موقعين على ميثاق المحكمة الجنائية، بحيث أن نفوذهم على قرارها ليس عاليا."

 ويعرض كسبيت للجلبة في داخل الكابينت حول تفويض الطاقم المفاوض وقبول المقترح المصري وبالتالي تأجيل اجتياح رفح حسب الضغط الذي يتعرض له من جانب وزراء الكابينت ومن جانب نقيضهم في الحكومة سموتريتش . ويظهر أن نتنياهو تارة أيد الصفقة وتارة عارضها وكذا الحال مع اجتياح رفح وفقا لشدة هذه الضغوط.

أما المراسل العسكري ل"هآرتس" عاموس هارئيل فكتب أن معظم وزراء كابينت الحرب يؤيدون صفقة التبادل لكن ليس هذا هو الحال في المجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والأمنية.  وأشار إلى أنه "منذ فترة طويلة كان التهديد باحتلال رفح يعتبر كلام فارغ. الاستعدادات العسكرية تقدمت ببطء ونتنياهو لم يحث الجيش على العمل، والتصريحات حول عملية قريبة في رفح صدقتها فقط حفنة من أتباعه المهووسين، الذين صدقوا أيضا وعد النصر المطلق. في الاسابيع الاخيرة تغير شيء ما. فالعمليات العسكرية اصبحت ملموسة أكثر، وحماس ايضا بدأت في الشعور بخطر معين. ربما أن هذه هي خلفية الاشارات عن المرونة من قبل حماس، حتى لو كانت ما تزال ضئيلة جدا. مع ذلك، هناك تحفظات امريكية من احتلال رفح بارزة، ومثلها ايضا طلبات واشنطن من "اسرائيل" لضمان اخلاء الفلسطينيين بسلام من المدينة كشرط لبدء العملية العسكرية."

وشدد هارئيل على أن "الجيش الاسرائيلي ايضا غير متحمس بالدخول الى رفح. يكفي الاستماع لاقوال الجنرال احتياط اسرائيل زيف، المحلل المطلع على مواقف هيئة الاركان في "اخبار 12"، الذي قال عشية العيد بأن "أي صفقة تبادل تسبق العملية هي أهم من العملية في رفح، التي من الافضل أن لا تحدث أبدا. رفح غير مهمة بشكل خاص من اجل تدمير حماس، والشرك الاستراتيجي الذي ينتظرنا هناك يمكن أن يؤدي الى نتائج صعبة. ونتنياهو يتفاخر بالتوجيه، لكنه لا يرى الحفرة التي قد يقع فيها هو واسرائيل". رئيس الاركان هرتسي هليفي لم يكن ليصوغ ذلك بشكل افضل".

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/204714

اقرأ أيضا