/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

تقرير هكذا ودعت أم الشهداء ألاء القطراوي ملائكتها الأربعة!

2024/04/30 الساعة 10:16 ص

وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

ضمن سلسلة القصص المأساوية التي لا تنتهي في قطاع غزة، عن أشخاص فقدوا أحباء خلال ارتكاب عصابات الكيان الصهيوني المجرمة، أبشع المجازر وحشية ضد المواطنين الأبرياء العزل من سكان القطاع، حيث استخدمت القوة والعنف وكل أساليبها الإجرامية، الدموية والقمعية ضدهم، في ظل قصف جوي، تسبب في استشهاد الآلاف من النساء والأطفال، ناهيك عن جثامين الشهداء التي تحللت تحت الأنقاض، ولم يتم إخراجهم حتى اللحظة...

روايات كثيرة وقصص وحكايات تقشعر لها الأبدان، وتدمي القلوب، حيث روت الدكتورة آلاء القطراوي، التي سميت بـ"أم الشهداء"، كيف فقدت فلذات أكبادها، عبر موقع "فيسبوك"، قائلة: "انسحبَ الاحتلال من منطقة تمركزه بالقرب من منزل أطفالي، وقد تأكد خبر استشهاد أبنائي الأربعة قرّة عيني، ومهجة روحي، وذلك بعد أن قصفهم الاحتلال ظلماً وغدراً منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، واللهِ إنّ العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإني على فراقكم لمحزونة يا أحبائي: يامن (8 أعوام)،  كنان (6 أعوام)، أوركيدا (6 أعوام)، كرمل (عامان ونصف)".

ونعت القطراوي أولادها، بكل إيمان ورضا، وكما تعودنا أن نرى أمهات غزة ينعين أولادهن، وقالت: "إنّا لله وإنّا إليه راجعون.. الحمد لله الذي عظّم أجري بكم، وأحسن عزائي بأن سبقتموني إلى جوار مهجة القلب جدّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسبكم يا ماما أننّي لم أنحْ ولم أصرخْ ولم أنهار ولم أجزعْ ولكنني بكيتُ كثيراً ألماً وحسرةً ولوعةً وشوقاً يوهنُ قلبي وجسدي"، مضيفة: "تخبرني صديقتي المكرمة"، فاطمة من تونس، أنّها رأتكم طيوراً بأجمل ما يكون من الريشِ الملون وأنتم تقولون لي: (اصبري يا أماه فنحنُ سبقناكِ إلى الجنّة مع الشهداء)، دوّنتُ هذه العبارة أمامي، حتّى إذا ضَعُفتْ، سمعتها بصوتكم فتماسكت، أمّا وقد بررتم بأمّكم أعظمَ البرّ، وقد غدوتم شهداء، وأربعة طيور ملوّنة في الجنّة، فإنّي أستحي ألّا أبركم بصبري".

الطريقة التي استشهد بها الأطفال

وأضافت: "الله يرضى عنكم يا ماما، تكبروا تحت نظر الله الرحيم، وتحت أنظار سيدي حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وأسيادنا آل بيت رسول الله.

الله يسهّل عليكم، فما الدنيا إلا هم وغم وقهر، وأسأل الله القدير أن يصبّرني حتّى ألقاكم، وأرجوه إذا فاضت روحي أن يقول لي بصوته ارجعي إلى ربّكِ راضيةً مرضيّة، وأن يكتبني عنده من الصابرين المحتسبين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه".

وكانت القطراوي قد كتبت في وقت سابق: "لقدْ أنجبتُ ثلاثَ مرّات، لم أجرّبْ كيف تَلِدُ النّساء بشكلٍ طبيعيّ، كان في كل مرّة يُجري لي الطبيبُ عمليّةً قيصريّة، كان الطبيبُ محترفاً، إذ بعد كلّ عمليةٍ يتركُ خيطاً رفيعاً يصنعهُ بشكلٍ تجميليّ كلّ النساء يتعجبن حين يعلمنَ ذلك، غالباً يقلنَ لا يظهر عليكِ هذا، ولا يبدو أنّكِ أنجبتِ، أخبرنني أخريات بأنني سأعاني من تقلّصات عضليّة في الشتاء بسبب البرد، وقد أشعر بألمٍ شديدٍ في مكان ذلك الخيط التجميليّ الرفيع، لكنْ لم يحدثْ وحتى سمعت أنني قد أعاني من وخز ذلك الخيط في الصيف بسبب الحرّ، لكن لم يحدثْ ذلك أبداً، كنتُ أنساهُ غالباً، لم أكن ألحظُ ذلك الخيط التجميليّ حتّى، لكنّني الآن أحسّه وأراه كثيراً، أستطيع تأمّله جيّداً، وقد بدأ يؤثر عليّ، يؤلمُ قلبي وكبدي وروحي، وحتى يؤلمني حين أتنفس بين الشهيق والزّفير، لم تخبرني النساء بذلك مسبقاً، أن هذا الخيط الرفيع في جسدي يُذكّرني في كل دقيقة: (لقد أنجبتِ ولداً وبنتاً وتوأمّاً) رائعين "ثمّ بقيتِ وحدك".

يشار إلى أن "أطفال آلاء وهم: يامن وكرمل، والتوأم كنان وأوركيدا، حاصرهم الاحتلال ومنعهم من الخروج ثم قصف عليهم المنزل بعد أسبوع، وظلوا تحت ركام منزلهم لأشهر، حيث منع الاحتلال اقتراب أحد من المنزل، وبعد فترة وصل خبر استشهادهم إلى أمهم التي كانت لا تعرف عنهم شيئاً.

ملاك

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/204683

اقرأ أيضا