/مقالات/ عرض الخبر

وصول الصواريخ والمسيرات الإيرانية إلى أهدافها يعرِّي كذبة الـ99% "الإسرائيلية"!..

2024/04/18 الساعة 01:10 ص
منصة "إيكاد" تنفض الرواية "الإسرائيلية" والأمريكية حول أضرار قاعدة نيفاتيم!
منصة "إيكاد" تنفض الرواية "الإسرائيلية" والأمريكية حول أضرار قاعدة نيفاتيم!

أسماء بزيع – وكالة القدس للأنباء

كشف الرد الأخير من إيران عن فشل الردع الأمريكي و"الإسرائيلي"، وجعل إيران مواجهًا مباشرًا للكيان المحتل. والدليل أن القيادة الإيرانية الروحية والسياسية والعسكرية، مضت قدمًا في الهجوم، ولم تعر التهديدات "الإسرائيلية" والأمريكية أي اهتمام.

ما فعلته إيران أنها جاءت بأمريكا وفرنسا وبريطانيا إلى المنطقة ودفعت دولاً عربية للكشف عن حجم خضوعها للاستخدام الأمريكي لحساب “إسرائيل”، بحيث عرف "الإسرائيليون" أنهم فقدوا دور القوة. وعسكرياً، هزّأت الصواريخ والأنظمة الدفاعية الغربية و"الإسرائيلية"حكومة الاحتلال وخرافة اكتفائها الذاتي، فسقطت كل الأسماء اللامعة لمنظوماتها، وظهرت عارية من وسائط التعامل الجدي مع هذا المستوى الابتدائي من الرد الإيراني، والذي كان ممكناً أن يتضمن عشرات أضعاف الكمية المرسلة، من الطائرات المسيرة السريعة والتي تحمل رؤوساً حربية ثقيلة والقادرة على المناورة، والصواريخ الدقيقة والفرط صوتية.

فإذا كانت صواريخ وقبب هذه الدول الثلاث العظمى والأردن، وجماعة "أبراهام" إلى جانب "إسرائيل" قد أسقطت 99 بالمئة من الصواريخ والمسيرات الإيرانية، فكيف استطاعت إلحاق الأضرار بالقاعدتين الجويتين المستهدفتين؟ وإذا كانت محدودة جدًا مثلما تزعم البيانات الرسمية "الإسرائيلية"، ونسبة نجاح الصواريخ الدفاعية مرتفعة، فلماذا لا يسمح بزيارة الصحافة العالمية للقواعد المستهدفة بعد الهجوم مباشرةً؟ وهذا ما كشفت عنه صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شبكة إكس (تويتر سابقاً)، عن الأضرار التي لحقت بالقاعدة الجوية الإسرائيلية "نفطيم" في صحراء النقب (الجنوب)، لتنتشر بعدها صباح اليوم التالي، صورة أوسع لأبعاد الأضرار. 

ووفقًا لمسؤول أميركي كبير، أجرت شبكة ABC الإخبارية مقابلة معه، بأنّ خمسة صواريخ إيرانية أصابت خلال الهجوم قاعدة "نفطيم". ما أسفر عن تدمير طائرة نقل من طراز C-130 ومستودعات فارغة ومدرجًا غير مستخدم. كما قالت صحيفة "معاريف" على موقعها الإلكتروني، إن "الأضرار ليست ضئيلة، لكنها بالطبع أقل بكثير مما كان الإيرانيون يعتزمون القيام به".

وهنا تجدر الإشارة إلى خمسة أدلة تشير إلى أن الرد الإيراني أثر وبشكل كبير على "إسرائيل" وتسبب في إحداث دمار وهلع بين السكان. وهذا ما توثقه الصور الحية التي بثتها وسائل الإعلام لعشرات المسيرات والصواريخ الإيرانية وصولها إلى الأجواء الفلسطينية المحتلة، والتي تثير تساؤلات حول فعالية النظام الدفاعي "الإسرائيلي" في إسقاطها، خاصة مع عدم تأكيد تدمير 99٪ منها كما يُزعم. فما دامت منظومات الاحتلال كلها عاجزة عن التعامل مع هذه الوجبة من الرد الإيراني فكيف كانت ستتعامل مع رد مختلف من العيار الثقيل؟

أيضًا مشاهد وتسجيلات الذعر والهلع بين المستوطنين "الإسرائيليين"، ألا تكفي  كدليل آخر على ما وصفه البعض بـ"المسرحية"؟ والفيديوهات المتداولة للعدد الكبير من المستوطنين والذين هرعوا إلى الملاجئ في رد فعل غير مسبوق، ألا تشير إلى تأثير الرد على"إسرائيل؟ إذًا لماذا لا يختار "الإسرائيلي" والأميركي مسرحية مثلها لإظهار قدرة ردعهم بتحمل مخاطر الذهاب إلى حرب، أي بـ"عرض ناري" مشابه في الأجواء الإيرانية؟

وفي سياق إدعاءات الاحتلال بعدم وصول الصواريخ إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكّد الصحافي "الإسرائيلي" رونين بيرغمان المقرب من "الموساد" نقلًا عن عضو في حكومة الحرب المصغرة أن الدمار الذي أحدثته الصواريخ والمسيرات الإيرانية كان ضخمًا جدًا، "ولو شاهد الإسرائيليون لقطات حية له، لهرب 4 مليون منهم فورًا".

وبين الروايات "الإسرائيلية" الرسمية وتلك المنشورة في الإعلام العبري، وصل بين 7 و30 صاروخًا إيرانيًا إلى أهداف في داخل الكيان، ليس بينها هدف مدني واحد أو منشأة مدنية واحدة، وطالما الحديث عن الصواريخ التي وصلت فلا حاجة للقول إن الأمر لا علاقة له بالأمريكي و"الإسرائيلي"، بل بقرار إيران وما أرادت إظهاره من تفوق أخلاقي لنمط حرب المقاومة، المخالف لنمط حرب أمريكا على العراق وأفغانستان وفي ليبيا واليمن وسوريا، فضلًا عن نمط حرب “إسرائيل” بنسختها الحديثة التي ضج بها العالم لما امتلأت به من أنواع جرائم الحرب وصولاً إلى جريمة الإبادة. وهنا الرسالة الإيرانية واضحة، لأن لو شئنا أن نقتل عائلاتكم وندمر مساكنكم وكهربائكم ومستشفياتكم، كما فعلت حكومتكم بغزة؛ لفعلنا.

أمّا وبحسب الخريطة التي نشرها موقع إيراني، فقد استهدف الإيرانيون ثلاثة مواقع رئيسية في "إسرائيل": قاعدة "حرمون"، وقاعدة "نيفاتيم"، وقاعدة "رامون". زعم الجيش "الإسرائيلي" أن الأضرار التي لحقت بقاعدة "نيفاتيم" طفيفة، ولم تصب قاعدة "رامون" بأي ضرر، بينما تعرضت طريق في منطقة "حرمون" للأضرار. وفقًا لمصادر "إسرائيلية"، أصابت خمس صواريخ إيرانية قاعدة "نيفاتيم"، متسببة في إصابة طائرة نقل من طراز C-130 والمدرج ومبنى تخزين. وأصابت أربع صواريخ قاعدة "رامون". ووفقًا للتقرير أيضًا، تمكنت تسع صواريخ من منظومة الدفاع الإسرائيلية من التصدي، وليس سبع كما زعم الجيش الإسرائيلي. وقد أظهر تحليل الفيديو إصابة قرب هنغارات طائرات C-130.

وفي قاعدة "نيفاتيم"، يشير تحليل الفيديو إلى وجود ما لا يقل عن أربع إصابات بالصواريخ. أكد الإيرانيون تسجيل ثلاث إصابات دقيقة: إصابة للمدرج وإصابة لمبنى وإصابة لهنغارات، بينما يشير تحليل الخبراء إلى وجود خمس إصابات. أما بالنسبة لقاعدة "حرمون"، فقد نجحت طائرة مسيّرة في اختراقها وتسببت في الضرر، على عكس ما زعمه الجيش الإسرائيلي بعدم تعرض أي طائرة مسيّرة إسرائيلية للإصابة. يذكر أن الإيرانيين أكدوا قيامهم بإطلاق وضرب موقع "حرمون"، بينما ينفي الجيش الإسرائيلي تعرض طائرة مسيّرة، مدعيًا أن الأمر يتعلق بقذيفة صاروخية أو شظايا اعتراضية.

وأخيرًا، وفي ادّعاء جلعاد اردان سفير "إسرائيل" في الأمم المتحدة أن الهجوم الذي نفذته إيران شكل خطرًا على المسجد الأقصى، ولوح بمقطع فيديو يتضمن صورًا لصواريخ إيرانية فوق المسجد.. كيف وصلت هذه الصواريخ إلى القدس المحتلة وقواعد النقب الجوية إذا جرى اعتراض 99 بالمئة منها؟ وهذه الأدلة توضح جملة من التساؤلات والتحديات التي تواجه الكيان الفاشي في ضوء الرد الإيراني على جرائم وانتهاكات العدو الصهيوني، في وقت تستمر لعبته بالأرقام.

فحتى الآن لم يكشف، ولا زال يكذب وهو يتحدث عن خسائره التي لا تحصى من ليل السبت الاحد الطويل، محاولًا استدراج الاميركي واتباعه إلى مغامرة جديدة غير محسوبة العواقب في ظل هزيمة كبرى لسلاحها [أميركا]  وأوروبا، لأنّه قد يؤدي إلى بوار أسواقها، وانفضاض الزبائن، والهرب منها، أي انقلاب "السحر على الساحر".

وفي هذا السياق، تؤكد صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الشهيرة انتهاء "عقيدة الضاحية" "الإسرائيلية" فعليًا، بعد الهجوم الإيراني الذي قصف "العمق الإسرائيلي"، وهي العقيدة التي اعتمدها جيش الاحتلال كاستراتيجية بالتدمير الممنهج للضاحية الجنوبية في بيروت في تموز/ يوليو عام 2006، وتتلخص باستخدام قوة نار ضحمة جدًا وغير مناسبة مع مصدر التهديد، وتسوية كاملة للبنى التحتية بالأرض بهدف تأليب الحاضنة الشعبية ضد المقاومة.

لكن "المقاومة لن تهزم، وغزة ليست لوحدها"، هذا ما وعد به الإمام الخامئني قادة حماس والجهاد الإسلامي الذين التقوه قبل أسابيع في طهران، وهذا ما أشرقت به سماء فلسطين ليلة الرد فكان "الوعد الصادق" والذي أجاب كل ما قبله وأرّخ لمستقبل مشرق، بأنّ هذه بداية النهاية للسرطان "الإسرائيلي" في المنطقة، بل وللعالم بأسره.

 ومن هنا يفسّر استيعاب واشنطن هذه الحقيقة، وإعلان الرئيس بايدن أنه لن يشارك في أي هجوم "إسرائيلي" على إيران لأنه يعرف ما ينتظر قواته وقواعده في الشرق الأوسط في حال إقدامه على هذه المشاركة.

"الوعد الصادق" الذي غير جميع المعادلات، وبشر بفجر إسلامي جديد جاء ليؤكد ويجدد بأن إحدى الدول المعنية بالصراع العربي "الإسرائيلي" إضطرت للخروج من منطقة الظل إلى المواجهة المباشرة، محدثةً معادلة وعي جديدة، فرضتها الصّورُ المتتالية وما رافقها من فرحة فلسطينية عفوية، نسفت بها كل محاولات التضليل ما سبق منها الرابع عشر من نيسان وما تلاه. وأصبح الفلسطينيون يدركون أن في عمق الرد الإيراني ارتباطًا بفلسطين وغزة ومقاومتها بمعزل عن السبب المباشرـ ويدركون أيضًا أن في الرسائل والتأثير والانعكاسات ما يقع في صلب القضية الفلسطينية في هذه المرحلة المفصلية من الصراع.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/204334

اقرأ أيضا