لم يمنع المشاركون في المؤتمر الدولي للأسرى، الذي عقد في العراق يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، انفسهم من البكاء، وهم يستمعون الى شهادة الأسيرة المحررة فاطمة يونس الزق (44 عاما)، حول تجربة اعتقالها في سجون الاحتلال، خاصة تجربة ولادتها لابنها يوسف داخل الزنازين.
ووجهت الأسيرة المحررة، في بداية حديثها تحية لكل الأسرى والأسيرات، خاصة الأسيرة لينا الجربوني التي كانت تهتم بطفلها يوسف وتعتني به.
واستعرضت الزق رحلة عذابها التي استمرت طيلة فترة اعتقالها، قائلة" لقد وضعوني في غرفة تحقيق باردة جدا، مقيدة اليدين على كرسي محني الظهر، مما سبب لي الام شديدة خاصة انني كنت حاملا، مما جعلهم يستغلون ذلك للضغط علي دون رحمة او شفقة، ونقلي الى زنازين خلال التحقيق حيث الاعتقال يصبح أصعب، اذ أن الزنزانة ضيقة ومتسخة ومليئة بالحشرات، لا يدخلها الهواء ولا تراها الشمس، وهذا سبب لي أمراض كثيرة دون أية رعاية صحية ودون أي طعام جيد".
واضافت الزق "كان ضوء الزنزانة شديدا جدا، مما يسبب لي إرهاق وتعب نفسي، ومنذ بداية اعتقالي لم يزرني أحدا من أهلي، لا زوجي ولا ابنائي ولا اخوتي وأخواتي، كانوا محرومين من الزيارة، وعندما جاءتني الام المخاض في السجن شعرت بأن يوسف كان يرفض أن يخرج للظلم والعذاب."
وتابعت الزق "خلال ولادتي العسيرة، قيدوني على سرير الولادة في مستشفى كفار سابا، ولم أشعر أني في مستشفى بل في ساحة حرب، فقد كانت الطبيبة الحاقدة تضربني وتشتمني على مدار الوقت، وتطالبني بالانتهاء بكل اذلال وحقد، وبكل كره تقول لي: ارهابية ستلدين ارهابي، ولم تقدم لي أي عناية طبية".
وختمت الزق قائلة "كنت أدعو الله أن يخفف عني وقد أصبت بحالة نزيف، وولد يوسف بعد 4ساعات من العذاب والانتقام، حيث تم تقييدي 3 أيام بعد الولادة، دون ان يعطوني الغطاء الدافئ، في ظل الجو البارد، بل قاموا بتشغيل المكيف البارد علي، وحرموني من أبسط الحقوق، في ظل حاجتي الماسة الى رعاية الأهل والزوج والأحبة".
يشار الى المجاهدة فاطمة الزق "أم محمود" كانت قد اعتقلت على يد قوات الاحتلال الصهيوني عند معبر بيت حانون في تاريخ 20/مايو /2007م, وتحررت في تاريخ2/10/2009م, في صفقة شريط الفيديو بين المقاومة والعدو الصهيوني, وتنتمي الزق لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين.