/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

بانتظار الرد الإيراني..

تقرير تصريحات بايدن واستنفار أمريكا وفرت لـ"إسرائيل" الأوكسجين لرأتها الفارغة

2024/04/13 الساعة 02:44 م

وكالة القدس للأنباء - متابعة

أظهر استطلاع نشرته "معاريف" يوم أمس حول مواقف "الإسرائيليين" من الحرب على غزة وما إذا كانت انتهت أم لا، أن النتائج جاءت على النحو التالي: نعم 15 في المئة، لا، لكن نحو الانتهاء 30 في المئة، لم تنته على الاطلاق 44 في المئة، لا ندري 11 في المئة.  ولكن المعطى التالي كان أكثر أهمية لأنه يصف المشاعر السائدة بين "الإسرائيليين" جراء الحرب حيث أظهر أن الامل هو السائد 29 في المئة، واليأس 24 في المئة، أما القلق 23 في المئة، والغضب 13 في المئة، الامن 6 في المئة والفرح 5 في المئة. 

وإذا جمعنا اليأس مع القلق والغضب يقترب المجموع من حوالي الثلثين أو بدقة 60 في المئة. وهذا فقط من صراع "إسرائيل" التي كانت إلى ما قبل ستة شهور وبضعة أيام تصنف على أنها أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط، مع جيب صغير من فلسطين يسمى قطاع غزة وجزء محدود من قدرات حزب الله العسكرية. ومن دون تفسيرات معقدة يمكن الآن ملاحظة حجم التوتر والارتباك في "إسرائيل" جراء احتمالات هجوم إيراني واسع قد يشكل تصعيدا يقود إلى انخراط إيران مباشرة في الحرب. 

ويمكن، بداءة، الحديث عن منسوب الثقة السائد بالقيادة "الإسرائيلية" خصوصا في ظل الخلاف المتصاعد بين المستويين السياسي والعسكري وداخل المستوى السياسي. ولا أدل على ذلك، من مقالة رفيت هيخت، في "هآرتس" أمس بعنوان "مع قيادة مثل قيادتنا، من الافضل التمسك ببايدن". ولاحظوا التعابير "توفير الأوكسجين لرئة "إسرائيل" الفارغة": "تصريح الرئيس الامريكي جو بايدن بأن الولايات المتحدة ستضمن أمن "اسرائيل" في حالة هجوم ايران عليها، حدث بشيء ما توفير الاوكسجين لرئة "اسرائيل" الفارغة. ومثلما جرى في 10 تشرين الاول عندما وقف الى جانب "اسرائيل" المكلومة وحذر اعداءها من استغلال الحضيض الذي وجدت فيه نفسها، فان بايدن يدخل الآن ايضا بعض الأمان في مواطني "اسرائيل" في الوقت الذي يفصل فيه بموضوعية بين بنيامين نتنياهو، المخادع الكبير والزعيم الاسوأ في تاريخه، وبين كل الشعب اليهودي الذي يتعاطف معه بصورة ثابتة وأصيلة".

وفي ظل توتر وانتظار غير مسبوقين في الشارع "الإسرائيلي" وارتباك إعلامي وسياسي واضحين، اضطر الناطق بلسان الجيش "الإسرائيلي" إلى عقد مؤتمر صحافي بعد دخول السبت عند اليهود لإطلاق صافرة تهدئة مفادها: نحن جاهزون. وقد جاء هذا الإعلان بعد اجتماعات مطولة بين وزير الحرب يؤآف غالانت وقادة الجيش "الإسرائيلي" مع الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية الذي وصل على عجل لترتيب الأداء الأمريكي في حال اندلاع مواجهة أو هجوم إيراني يقولون أنه محتوم. وطبعا تحاول القيادة "الإسرائيلية" إظهار نوع من التحدي من خلال إطلاق التهديدات والإشارة إلى عدوانية إيران رغم أن الأخيرة تعرضت في قنصليتها في دمشق لهجوم "إسرائيلي" نددت به دول كثيرة واعتبرته عدوانا مخالفا للقانون الدولي.

وتتهيأ "إسرائيل" منذ أيام لهجوم إيراني محتمل رداً على قتل قائد كبير في الحرس الثوري، محمد رضا زاهدي، وستة ضباط إيرانيين في غارة جوية على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من إبريل/نيسان الجاري. وقد أكدت إيران أن الردّ على "إسرائيل" حتمي، واختلفت الآراء فيما إذا كان الرد الإيرني سيكون مباشرا ومن داخل الأراضي الإيرانية أم سيكون عبر حلفاء إيران في العراق ولبنان واليمن. وأشار البعض إلى أن الرد الإيراني سيكون بطريقة "طبخ الضفادع" أي برفع حرارة قدر الطبيخ تدريجيا وليس بسرعة كبيرة.

وفي هذا السياق كتب المعق العسكري في "إسرائيل اليوم"، يؤآف ليمور أن الرد الإيراني المتوقع على اغتيال المسئولين في فيلق القدس "كفيل بان ينهي تقريبا أربعة عقود من المواجهة السرية بين ايران و"إسرائيل"، وينقل الدولتين الى مواجهة علنية من شأنها أن تتطور الى حرب إقليمية". وأشار إلى أن إيران امتنعت حتى اليوم عن الرد على "إسرائيل" بشكل مباشر لذلك فإن "التغيير الان في الاستراتيجية الإيرانية هو دراماتيكي. فالنية هي لمهاجمة "إسرائيل" مباشرة، لاجل جباية ثمن منها على تصفية مهداوي. يمكن الافتراض بان الإيرانيين يبحثون عن اهداف امنية لضربها، وبالتوازي عن اهداف دبلوماسية "إسرائيلية" أيضا في أرجاء العالم. هذا هو السبب للتأهب الأعلى الذي اعلن في الممثليات "الإسرائيلية"، التي اغلق بعضها مؤقتا ووجه العاملون فيها للبقاء في البلاد".

 وأوضح ليمور أن "التأهب الأعلى يوجد منذ التصفية في كل عناصر الدفاع في البلاد أيضا مع التشديد على الدفاع الجوي. والفرضية هي ان ايران ستهاجم بواسطة مُسيرات وصواريخ جوالة يمكنها أن تطلقها من أراضيها أو من خلال وكلائها في اليمن، في العراق، في سوريا وفي لبنان. هذا كفيل بان يكون هجوما متداخلا من عدة أماكن بالتوازي يتحدى جدا "إسرائيل" من ناحية القدرة على الكشف والاعتراض والدفاع عن مواقع استراتيجية".

 أما عاموس هارئيل، المعلق العسكري لـ"هآرتس" فكتب "هجومان جويان في غضون تسعة ايام. الاول المنسوب "لاسرائيل" في دمشق والثاني في غزة، يعكسان خطورة التورط الاستراتيجي الذي تعيشه "اسرائيل" في الشهر السابع للحرب ضد حماس. الحرب في القطاع، التي منذ تشرين الاول انزلقت الى مواجهة محدودة مع حزب الله في لبنان، تهدد الآن للمرة الاولى بالتحول الى صدام مباشر بين اسرائيل وايران." وأشار إلى أن الهجومين هما قصف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال أبناء وأحفاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة.

 وأوضح أن "العملية الاولى ظهرت كخطوة مخطط لها. "اسرائيل" الرسمية لا تتحمل المسؤولية عن اغتيال شخصيات ايرانية رفيعة، لكن في هذه الحالة يصعب تشخيص أي أحد آخر في المنطقة توجد له مصلحة مباشرة في قتل مهداوي. يمكن التقدير أنه جرت متابعة طويلة للجنرال، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري في لبنان، وفي نهاية المطاف اتخذ قرار استغلال هذه الفرصة العملياتية التي سنحت. هذه العملية ليست ارتجالية. فمن المرجح وازاء مكانة مهداوي الرفيعة فانه مطلوب الحصول على عدة مصادقات لتنفيذ هذا الهجوم. في المقابل، مشكوك فيه اذا كان جرى نقاش في الكابينت حول النتائج المتوقعة لهذه العملية".

أما "حالة الاخوة هنية مختلفة في جوهرها. في الجيش قالوا أول أمس إن الاخوة الثلاثة هم نشطاء معروفون في حماس، وفي الوقت الذي اصيبوا فيه كانوا ينشغلون في توزيع الاموال على رجال المنظمة في غزة، وهذه كانت عملية مشتركة بين الجيش "الاسرائيلي" والشاباك. المصادقة على الهجوم، كما اضطر الجيش للاعتراف، اعطاها عقيد في مركز قيادة الجنوب – مستوى متوسط فقط. قائد المنطقة الجنوبية، رئيس الاركان، رئيس الشاباك، وزير الدفاع، رئيس الحكومة، لم يعرف أي واحد منهم عن العملية مسبقا ولم يكلف أي أحد نفسه في سلسلة القيادة الأدنى عناء الاشارة مسبقا الى النتائج المحتملة لقتل ستة اشخاص من ابناء عائلة شخص بهذا القدر من الاهمية في حماس".

 ووصف هارئيل ما جرى بأنه "في الهجومين اللذين تعقدا هناك شيء ما مشترك. ففيهما انفعال غير منضبط للمستوى العملياتي حصل على صدى سلبي اوسع على خلفية عجز "اسرائيل" السياسي. اكثر من نصف عام على مذبحة 7 اكتوبر، "اسرائيل" تجد صعوبة في الوصول الى حسم عسكري، الذي يوازي استراتيجيا جزء من اضرار الكارثة، وحتى الآن هي ليست قريبة من حل الضائقة الفظيعة لعائلات الـ 133 مخطوف (كثيرون منهم اموات).

بدرجة معينة يوجد هنا ذيل عملياتي يهتز للكلب السياسي. في الهجوم المنسوب "لاسرائيل" في دمشق من المرجح أن المستوى المهني استخدم من الاسفل الضغط من اجل العمل؛ في غزة، القرار اتخذ في مستوى متوسط وحتى بدون اطلاع المستوى الاعلى. في الحالتين يبدو أنه لم يتم تكريس ما يكفي من التفكير لكل المعاني المتوقعة."

وفي "يديعوت" حاول كبير معلقي الصحيفة، ناحوم بارنيع شرح ما يجري فكتب: "إسرائيل تثأر بسرعة. الخوف من ان نتأخر في الرد، وعندها ينسى العالم من بدأ والشارع في "إسرائيل" يفقد الثقة، يدفع صناع القرار للعمل فورا، واحيانا بتسرع. اما ايران فتثأر ببطء. مر نحو شهرين على العملية الامريكية لتصفية قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في 2020 الى ان جاءت عملية الرد ضد قاعدة أمريكية في العراق؛ مر اكثر من شهر على اغتيال امين عام حزب الله عباس موسوي على ايدي إسرائيل حتى جاءت العملية الجماعية ضد السفارة "الإسرائيلية" في بوينس آيرس في 1992. يتبين أن الإيرانيين اكثر استقرارا منا: دفترهم مفتوح واليد تسجل.

وأضاف: "لم يثأروا ثأرهم في الايام العشرة الأولى على اغتيال قائد فيلق القدس في لبنان، الجنرال محمد رضا زاهدي، الأسبوع الماضي. لكن الدعوات للثأر انطلقت من كل منصة، بحدة وحماسة فاجأت المسؤولين في "إسرائيل". والامريكيون أيضا تحفزوا. قائد القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا وصل الى هنا. محادثاته الفورية، للدفاع وللهجوم، هو سلاح الجو. الثأر سيكون. في هذه اللحظة تتركز التقديرات في الأيام القريبة القادمة حقا.

في سلاح الجو يعملون على مدار النهار والليل على الرد على كل ما يوجد في الترسانة الإيرانية: صواريخ باليستية، صواريخ جوالة، مسيرات. معقول الافتراض بان يأتي الهجوم من واحد أو عدة وكلاء لإيران، لكنه يمكنه أيضا ان يأتي من ايران نفسها."

 وخلص بارنيع إلى أنه "في المواجهة المتواصلة بين الدولتين ايران تلذع وتبني: فقد بنت امبراطورية إقليمية تتيح لها أن تطلق النار من لبنان، من سوريا، من العراق، من اليمن ومن غزة. وبالتوازي حظيت بمكانة شريك كبير في المحور الروسي – الصيني. اما إسرائيل فتلذع".

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/204156

اقرأ أيضا