وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي
استقبل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، للسنة الرابعة على التوالي، شهر رمضان في ظل ظروف اقتصادية مأساوية. فغابت أبرز أنواع الحلويات المحببة لدى الصائمين، بسبب الارتفاع الكبير في أسعارها، بخاصة المدلوقة والداعوقية التي يدخل في تحضيرها المكسرات كالفستق والجوز، ناهيك عن السكر والحليب والدقيق، ليحل مكانها أنواع من الحلويات تحضر منزلياً، بمواد قليلة ورخيصة كالقطايف، فيما أكد بعض الأهالي أن الحلويات لم تزين سفرتهم أبداً، لأنها أصبحت تفوق قدراتهم الشرائية، ولم تعد ضمن لائحة مأكولاتهم.
وفي هذا السياق، تحدثت السيدة أحلام مصطفى، لـ"وكالة القدس للأنباء"، قائلة: إن "طبق الحلويات أصبح استثنائياً بالنسبة لنا، فالأولوية اليوم للطبق الرئيسي، الذي نفكر يومياً في كيفية تحضيره بظل الظروف القاهرة التي نعيشها، وارتفاع أسعار اللحوم والخضروات"، مبينة أنه "حتى أولادي اعتادوا على هذا الوضع، واذا أحبوا أن يأكلوا طعاماً حلو المذاق، فأقوم بإعداد طبق من الشعيرية مع القطر والحليب، وهذه الوصفة استدليت عليها من جارتي التي أيضاً تقوم بتحضيرها لأولادها في الشهر الفضيل كبديل للحلويات الرمضانية".
تحضير منزلي بتكاليف محتملة
بدورها، بينت أم أيهم أن "المدلوقة أصبحت حلويات الأغنياء، فنحن لم نتذوق طعمها منذ سنتين، وكل عام يزداد الوضع سوءاً، ونستبدلها بعمل قطايف في المنزل، فهي لا تحتاج إلى مواد أولية غالية، وجميعها تكون متوفرة في المنزل، فنحن بحاجة لكوب من الدقيق، وملعقة صغيرة من الخميرة الفورية، والبيكنج باودر، والسكر، ورشة ملح، وكوب من الماء"، مشيرة إلى أن "طريقة تحضير القطايف لا نختلف عليها، إنما طريقة تناولها، فنحن بحاجة لكمية كبيرة من الحليب من اجل تحضير حشوة القشطة، لذلك نقوم برش السكر عليها وأكلها، ولن أتحدث عن حشوة الجوز، لأننا نسينا طعمها".
من جانبها أكدت سهام ز.، أن "السلع الغذائية بشكل خاص في رمضان تشهد ارتفاعاً، بسبب زيادة الطلب عليها، فنحن عادة نقوم بالتحضير لرمضان قبل أسبوع على الأقل، لأن الأسعار تكون مقبولة، قبل الدخول في الشهر الفضيل، لكن هذا العام لم نستطع تحضير أي صنف، نعيش كل يوم في يومه"، مبينة أنها "مثلاً كنت أحضر الرقائق، والكبب، والسمبوسك، واللحوم، بالإضافة إلى المكسرات والحليب والطحين، لتحضير الحلويات... كانت أيام عز، أما الآن الحلويات لم يعد لها وجود على سفرتنا نهائياً".