مع أول زخات للمطر، غرقت شوارع مخيم عين الحلوة، للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، بالمياه التي اجتاحت البيوت والمحال التجارية، لتكشف مدى سوء البنى التحتية التي تم بناؤها منذ سنوات، وفاضت مجاري الصرف الصحي، لعدم قدرتها على استيعاب المياه ، مع الإشارة إلى أن معظم بيوت المخيم أصبحت غير قابلة للسكن، نتيجة الاشتباكات الأخيرة، ومعظم البيوت باتت متصدعة تدخلها الأمطار من جميع الجهات.
وناشد أهالي المخيم عبر "وكالة القدس للأنباء"، المسؤولين والمعنيين، لإيجاد حلول جذرية، وإنهاء مأساتهم، حيث قالت الحاجة أم بلال، إنها "منذ سنوات ونحن نعاني من هذه المشكلة، لكن اليوم الأمر أصبح أكثر صعوبة، بيوتنا أصبحت دون شبابيك، بسبب الاشتباكات، فلم يبق زجاج في المنزل، ونحن بانتظار التعويضات من أجل حل هذه المشكلة، ولا يمكننا أن نقضي الشتاء وبيوتنا غارقة في المياه"، مبينة أنه "على المسؤولين التحرك بأسرع وقت ممكن، وحل موضوع التعويض لنستر أنفسنا".
بدوره، قال أبو جمال، إن "وضع المنازل بشكل عام داخل المخيم أصبح هشا، ولا يمكنها تحمل كثافة الأمطار، وهناك منازل من الممكن أن تقع على رؤوس ساكنيها، لأن السقوف لم يبق منها سوى الحديد والقليل من الباطون"، مضيفاً: "أنا أعمل في مجال العمار، وزرت أكثر من منزل داخل المخيم، فالوضع يرثى له، وفصل الشتاء هذا العام سيكون الأصعب على أهالي المخيم، فمعظهم يضعون النايلون على الشبابيك بدلاً من الزجاج، لأنهم غير قادرين على هذه التكلفة، وهم بانتظار التعويض عليهم من أجل ترميم ما تبقى من منازلهم".
المخاطر تهدد الأهالي وتنذر بكارثة
من جهتها، أوضحت فاطمة ح.، أن "منزلي كل عام يغرق بالمياه، لأنه أرضي، وليس بالجديد أن نرى الأنهار داخل المخيم، بسبب سوء البنى التحية، لكن هذا العام، بيوتنا أصبحت كالكرتون بسبب الاشتباكات، ويمكن أن تقع علينا في أي لحظة، فالحيطان كلها تفسخت، والحديد أصبح واضحاً، ناهيك عن الطاقات التي انفتحت في بيوتنا بسبب القذائف"، متسائلة: "من سيعوضنا عن كل هذه الأضرار؟ ومن سيرجع لنا بيوتنا كما كانت؟ حتى الترميم لم يعد ينفع، بيوتنا أصبحت بحاجة إلى هدم وإعادة إعمار!".
هل من يسمع أصوات الاستغاثة هذه، أم أن المعنيين أصبحوا غير معنيين بمآسي الناس؟