وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي
منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول 2023، انخرطت المخيمات الفلسطينية في لبنان في دعم غزة وشعبها ومقاومتها، ولم تتوقف القوى السياسية الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية، وأبناء المخيمات في تنظيم المسيرات الغاضبة، تنديداً بالحرب الكونية على القطاع التي أسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف، مطالبين بضرورة معاقبة الكيان الصهيوني على جرائمه البشعة بحق أهل غزة.
في مخيم عين الحلوة، جنوب لبنان، التزم اللاجئون الفلسطينيون بمقاطعة البضائع الأوروبية المستوردة التي تدعم "إسرائيل"، بشكل قاطع، وسيشهد المخيم الأسبوع المقبل وقفة مشتركة كمؤسسات و"لجنة حماية للمرأة"، تحت عنوان: "الأمن والأمان"، في "مركز ألوان"، بمشاركة جميع المؤسسات ووكالة "الأونروا"، وسيتضمن النشاط زوايا متعددة، وسيكون لكل مؤسسة زاوية خاصة بها، بالإضافة إلى عرض فيديو يحث على مقاطعة البضائع الأجنبية المنتجة في الدول والشركات الداعمة للكيان.
وفي هذا السياق، تحدثت مديرة "جمعية التكافل الاجتماعي"، جمال كليب، لـ"وكالة القدس للأنباء"، قائلة: "نحن كنساء في مخيمات اللجوء في لبنان، وخاصة في مخيم عين الحلوة، نقوم بسلسلة من الوقفات التضامنية ومسيرات وندوات لأهمية مقاطعة البضائع الداعمة للعدو الصهيوني، وهذا جزء ولو أنه بسيط، لكنه داعم للمرأة الفلسطينية المناضلة والمقاومة بوجودها وصمودها بوجه العدوان المستمر على غزة"، موضحة أن "المرأة الفلسطينية هي الطبيبة التي فقدت ابنها وبقيت على رأس عملها، وهي المسعفة التي وجدت منزلها تدمر وعائلتها داخل المنزل، وهي المعلمة التي أصبحت بلا طلاب بسبب استشهاد طلابها... ".
نساء غزة فجّرن غضب العالم
مشيرة إلى آهات وصرخات أمهات غزة على أطفالهن، فجرت بركان غضب عند نساء العالم، ونساء المخيم خاصة، ما دفعهن للمشاركة في العديد من الفعاليات الداعمة لغزة، منها المسيرات التي جابت شوارع المخيم وصيدا، والاعتصامات في صيدا وبيروت، والمعارض التي وثقت ونقلت وحشية العدوان الصهيوني الذي استهدف البشر والحجر والشجر في غزة، حيث كان بنك أهدافه الأطفال والشيوخ والنساء، ولكنهم لا يعلمون أننا أصحاب الأرض ولا يمكن أن نتنازل عنها مهما كان الثمن".
وأضافت كليب، أن "مقاطعة البضائع الداعمة للكيان، أصبحت أمراً حتمياً، وأصبحنا نرى هذه البضائع مكدسة في "السوبرماركات"، وبعد أن كانت أسعارها غالية بالنسبة للبضائع الوطنية، بدأ أصحاب المحلات بوضع عروضات عليها من أجل التخلص منها، لكن حتى ذلك لم ينفع.. وحتى الأطفال استغنوا عن السكاكر الأحب إليهم بسبب ما يشاهدونه من وحشية الاحتلال الصهيوني بحق أطفال غزة"، مؤكدة أن " المقاطعة كبدت اقتصاد العدو الصهيوني والشركات الداعمة له خسائر فادحة، لأن المقاطعة لم تقتصر على لبنان، إنما هناك أعداداً كبيرة من الناس في مختلف دول العالم دعموا غزة وقاطعوا البضائع الداعمة للكيان".