كما امتزج الدم الفلسطيني بالدم اللبناني في ساحات الميدان في معركة "طوفان الأقصى " هكذا امتزجت ريشتهم بألوان الأمل في أضخم سمبوزيوم أقيم في حديقة قصر الأونيسكو في العاصمة اللبنانية بيروت في 21 من تشرين الأول 2023، برعاية وحضور معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى والمشهود له بدعمه للقضية الفلسطينية ومقاومتها في فلسطين المحتلة، وبمشاركة عشرات الفنانين التشكيليين والهوات من مختلف الفئات العمرية.
وقد افتتح هذا الحدث الوطني بالوقوف على النشيدين اللبناني والفلسطيني، ومن ثم كانت كلمة للوزير مرتضى حيا فيها انتصارات الشعب الفلسطيني في غزة التي تقف أبيةً صامدةً في وجه غطرسة الاحتلال الصهيوني المجرم والذي أبعد ما يكون عن الثقافة والحضارة والفكر، كما حيا المقاومين الذين جعلوا في نفوسنا وأرواحنا سموَاً وعزًا وفخرًا "، لافتًا إلى أن "هذا الأدنى من واجبنا تجاه غزة وأهلها وأن الغلبة ستكون للحق وأنها سنَة إلاهية وهذا التاريخ سوف يعلو وينتصر وأن الدم سوف ينتصر على السيف، وأن الدم هو الذي سيرسم بأحرف من نور مستقبل وشعوب هذه البلاد".
كما حيا المرتضى وطنية وعروبة الفنانين التشكاليين المقاومين الذين لا يتوانوا عن نصرة القضية وتوثيق المشاهد والأحداث في المجتمع والعالم من خلال ريشتهم والتعبير عن الحقيقة من وجهة نظرعم باستخدام الألوان لتصوير الظلم والجرائم بأربعة ألوان أساسية : أحمر ، أسود ، أبيض وأخضر.
عبر الفنانون والفنانات برسوماتهم التي جسدت واقع الفخر والإعتزاز والحزن في آنٍ واحد والتي تعكس تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني باستخدام فهمهم للتعبير عن الأفكار والمشاعر والآمال والمقاومة. ولم تنحصر المشاركة في دعم المقاومة في فلسطين للكبار فقط بل أطفال ببرائتهم جاؤوا من مختلف المناطق لدعم أشقاءهم الأطفال في غزة، وهم يلتحفون الكوفية ومعصوبين الجباه بعصبة كتب عليها "سنعبر" في إشارة إلى ترسيخ مفهوم المقاومة في وعي الكبير والصغير.
وقد تخلل الفعالية رسومات للأطفال ووصلات مسرحية وطنية .
في هذا السياق، تحدث لـ "وكالة القدس للأنباء" نائب رئيس منتدى الفن التشكيلي، أحمد خليفة، فأكد على أن "الحدث أقيم بطلب مباشر من وزير الثقافة لرئيس المنتدى السيد علي ناصر بالقيام بوقفة تضامنية فنية لنصرة أهلنا في غزة والشهداء بعد أن تملص المجتمع الدولي عن واجباته تحاه غزة". موضحًا بأن الفعالية تتخلها إقامة سمبوزيوم ومسرح ورسم مباشر ومعرض لوحات للفن المقاوم".
ولفت إلى أنه كان من المفترض أن تقام الفعالية على الحدود اللبنانية الفلسطينية ولكن لدواعي أمنية وحرصًا على سلامة االمشاركين فقد استبدلنا المكان إلى حديقة قصر الأونيسكو".
الفنان التشكيلي أحمد عبد الله، فتجسدت لوحته بأطفال عزة في ظل القصف الإسرائيلي وهم يقومون من تحت الرماد لينهضوا من جديد لتكملة مسيرة التحرير .
ويقول لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأن العدو الصهيوني يستحدف الجميع وبالأخص الأطفال باعتبارهم الجيل الجديد الذي سيحرر فلسطين، ونحن نرى علامة الشموخ والنصر والتحدي في عيون الطفل الفلسطيني الجريح".
وختم: " تسقط المباني ولا يسقط الحق الفلسطيني في تحرير أرضه، ونحن ندعم ونساند هذا الشعب المظلوم بالريشة والألوان علها تصل لوحاتنا إلى كل حر شريف في العالم".
أما الفنانة التشكيلية إبنة مخيم عين الحلوة، آية شناعة، فلفتت إلى أن لوحتها جسدت طفل المستشفى الذي يغمر وجهه غبار الردم الذي تساقط عليه بفعل القصف الصهيوني الذي استهدف منزل عائلته".
وأضافت: " العدو الصهيوني يقوم متعمدًا باستهداف الأطفال وفناء الجيل القادم لأنه يعلم جيدًا بأنه سيكون جيل التحرير والعودة إلى فلسطين".
وختمت شناعة كلامها بحرقة قلب وحزن شديدين، قائلة: " نحن شعب الجبارين، لن نستسلم وسنقاتل بكل الأدوات ببالندقية والريشة والقلم حتى نصنع التفوق على العدو وطرده من فلسطين".
الفنانة التشكيلية إبنة مدينة طرابلس، فرسمت معاناة الشعب الفلسطيني تحت القصف والحصار، معتبرةً أن "إجرام وحقد الصهاينة ليس له مثيل وما يجري من قصف وتدمير للمباني السكنية في غزة لم يشهده تاريخ الإنسانية".
أما الفنانة التشكيلية إبنة بلدة مارون الراس الجنوبية، نجاة علوية، فجسدت لوحتها سنبلة القمح التي أزهرت بعد سنوات طويلة من الجفاف، في إشارة إلى معركة طوفان الأقصى التي انتظرتها شعوب الأمة منذ عقود من الزمن".
وأكدت بأن "ما يحصل من انتصارات هو بركة المقاومة التي حضرت وأعدت العدة إلى هذا اليوم الميمون الذي أعاد لنا الكرامة وأشعرنا بالعزة والفخار، وبأن أسرائيل فعلاً أوهن من بيت العنكبوت ".
الفنانة التشكيلية إبنة مخيم عين الحلوة والمنحدرة من بلدة الزيب المحتلة، سوزان الغز، فتحدثت عن لوحتها بأنها "تبين براءة أطفال غزة وحبهم للحياة، وبالرغم قساوة العدوان الصهيوني إلا أنهم صامدون بوجه الإرهاب الصهيوني".
أما الفنان التشكيلي، إبن مخيم مارالياس والمنحدر من مدينة يافا المحتلة، فعبَر في لوحته عن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته أمام آلة القتل الصهيونية، قائلاً: " غزة تنزف دمًا، ولكن دماء الشهداء ستروي أرضها لتزهر شجرة النصر والتحرير".
الفنانة نسرين حلاوة، إبنة بلدة كفر كلا، تتضامن مع فلسطين بلوحة طوفان الأقصى، لوحة النصر والافتخار بما حققته المقاومة وكتب بالتاريخ مزلة اليهود الصهاينة".
ورسمت الفنانة التشكلية، إبنة مدينة يافا المحتلة ياسمين عكيلة، لوحة وطن الكرامة والعز والحب والسلام التي لأجلها قام طوفان الأقصى.
الفنانة نادرة حمادة ، إبنة مخيم برج الشمالي، والمنحدرة من بلدة الخالصة المحتلة، فرسمت الطفل الشهيد الذي يحمل وردة لتعبَر مدى حقد العدو الصهيوني باستهدافه الطفولة البريئة".
وتحدثت الفنانة التشكيلية أريج الشهابي، وهي إبنة مخيم عين الحلوة والمنحدرة من قرية صفورية المحتلة، عن لوحتها الأم تحضن أطفالها الشهداء، التي تعبر عن الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق العائلات الفلسطينية".
الفنانة تالا المرعي إبنة مخيم برج الشمالي، والمنحدرة من بلدة الزوق المحتلة، فرسمت الطفل الفلسطيني الذي يتحكم بطائرة الاستطلاع الصهيونية "الزنانة" ، وذلك تعبير عن شجاعة أطفال غزة".
أطفال لبنان تنتصر لأطفال غزة
الطفلة جودي بهلوان رسمت لوحة مصباح الأمل لتؤكد على أنه بعد الظلام سيأتي النور وستحرر المقاومة فلسطين، أما الطفلة جودي مراكبشي فرسمت الأقصى والطفل الجريح الذي يرفع علامة النصر من تحت الركام.
أما الطفل أحمد معنبة فرسم مفتاح مسجد الأقصى ليقول للعالم جميعًا بأن القدس لكل العرب والمسلمين، يجب مساعدة الفلسطينيين من أجل تحريرها. أما الطفل آدم عميش فرسم علم فلسطين ووضعه على المسجد الأقصى ليقول أن القدس عاصمة فلسطين. أما الطفل بهيج حمود فرسم الطفل الفلسطيني وهو يرفع شارة النصر، وهو يتوجه نحو القدس لتحريرها .
اختلفت اللوحات والرسومات من حيث الفكرة ولكنها أجمعت على هدف واحد وهو الدعم المعنوي لنصرة أهالي غزة والمقاومة في معركة طوفان الأقصى كما ركزت على فظائع جرائم العدو والدمار اللاإنساني بحق المدنيين أطفالاً وشيوخاً ونساء.