بيروت – وكالة القدس للأنباء
أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، ومسؤول دائرتها الإعلامية، الشيخ علي أبو شاهين، أن نهضة الأمة وتحقيق وحدتها سيبقى مرتبطاً ارتباطاً جدلياً بتحرير القدس وفلسطين من الاحتلال الصهيوني، أي لا وحدة بدون القدس وفلسطين، ولا قدس وفلسطين بدون وحدة.. مشيراً الى أن فرضَ السيادةِ على المسجدِ الأقصى، وإقامةَ الصلواتِ التلموديةِ فيه، هو بمثابةِ إعلانِ الانتصارِ النهائيِ للمشروعِ الصهيونيِ على المسلمينَ، ليس في فلسطينَ وحدَها، بل في كلِ بلادِهم وأقطارهِم. ولو أن المسلمين تنبّهوا لما يقولُه هؤلاءِ جيداً لعرفوا أهميةَ توحيدِ جهودِهم لتحريرِ المسجدِ الأقصى.
كلام ابو شاهين جاء في ندوة شبابية بعنوان "الوحدة الإسلامية طريق تحرير القدس" وفي أجواء ذكرى المولد النبوي الشريف، وأسبوع الوحدة الإسلامية، التي أقيمت أمس الثلاثاء في مجمع الامام الخميني، طريق المطار في بيروت، نظمتها التعبئة التربوية في حزب الله ومراكز الامام الخميني الثقافية في لبنان، شارك فيها قادة وممثلي المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية والفلسطينية والسورية والبحرينية واليمنية وحشد من الطلاب الجامعيين.
وشدد على "ان حركةِ الجهادِ الإسلاميِ في فلسطينَ تعتبر التطبيعَ هو صكُ استسلامٍ أمامَ المشروعِ الغربيِ، لصالحِ الكيانِ الصهيونيِ، على حسابِ شعوبِ أمتِنا ومصالحِ أبنائِها ومستقبلِ أجيالِها، ناهيكَ عن التفريطِ بمقدساتِ الأمةِ في القدسِ، وفي مقدمتِها مسرى نبيِّنا الكريمِ، صلى الله عليه وسلم".
ودعا ابو شاهين الأمةَ بكلِ أطيافِها وطوائفِها ومذاهبِها وأحزابِها وفِرقِها، إلى الوحدةِ على طريقِ القدسِ، مؤكداً المضي في مقارعةِ العدوِ في الميدان، ومشاغَلتِه في كل ساحاتِ فلسطينَ.
وتابع قائلاً: "شعبُنا الفلسطينيُ، في الداخلِ والخارجِ، لم ولن يبخلَ في الدفاعِ عن أرضِه وحقوقِه ومقدساتِه، مهما بلغت التضحياتُ. إن أحدا في هذا العالمِ لن يستطيعَ أن يوقِفَ مقاومةَ شعبِنا لتحريرِ أرضِنا ومقدساتِنا وعودتِنا إلى وطنِنا"، مشيراً الى أن توجيهَ الجهودِ باتجاهِ تحريرِ بيتِ المقدسِ من الاحتلالِ، هو البرنامجُ الوحيدُ الذي يجمعُ المسلمينَ على اختلافِ توجهاتِهم ومشاربِهم وأفكارِهم.
ولفت عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، الى أن احتلالَ القدسِ، وزرعَ الكيانِ الصهيونيِ في فلسطينَ، وهي قلبُ العالمِ الإسلاميِ الذي يصلُ بين ضفتِه الشرقيةِ في آسيا، بضفَتِه الغربيةِ في أفريقيا، هو بمثابةِ قاعدة عسكريةِ متقدمةِ للغربِ في قلبِ أمتِنا، لضمانِ الإبقاءِ على التجزئةِ والتفتيتِ، ولاستمرارِ التغريبِ، ولمنعِ تحقيقِ وحدةِ المسلمينَ، وإجهاضِ كلِ محاولاتِ نهضتِهم وتقدمِهم.
واكد أن الوحدةَ الإسلاميةَ هي السبيلُ الوحيدُ لخلاصِ الأمةِ من براثنِ الهجمةِ الغربيةِ المستعرةِ، والتي تدفعُ أوطانُنا وشعوبُنا أثماناً باهظةً من دماءِ أبنائِها ومسقبلِهم، ومن ثرواتِهم التي ينهبُها الغربُ لتلبيةِ جشعِ شركاتِه ولرفاهيةِ مُجتمعِه على حسابِ أمتنا، معتبراً أن "الردَّ على مثلثِ العدوانِ الغربيِ هذا، لا يكون إلا بمهاجمةِ أضلُعِه الثلاثةِ... فالتغريبُ لا يُواجَهُ إلا بالإسلامِ... والكيانُ الصهيونيُ لا يواجَهُ إلا بالجهادِ... والتفرقةُ والتجزئةُ لا تُواجَهُ إلا بالوحدةِ الإسلاميةِ".
وقال أبو شاهين: "من واجبِنا جميعاً، تحويلَ الوحدةِ الإسلاميةِ إلى برنامجِ عملٍ سياسيٍ حقيقي، يبحثُ عما يجمعُ الأمةَ ويحققُ مصالحَها، ويضعُها على طريقِ النهوض"، مطالباً بتوحيدَ الجهودِ لمواجهةِ الاحتلالِ وتحريرِ بيتِ المقدسِ هو الطريقُ الأكيدُ، بل هو أقصرُ الطرقِ وأسلمُها، لتوحيدِ الأمةِ وإعادةِ إحيائِها
واستذكرُ ابو شاهين في إحياءِ أسبوعِ الوحدة الإسلامية، مُطلِقَ الفكرةِ، الإمامَ الخمينيَ رحمه الله تعالى، في تحديد ذكرى المولدِ النبويِ الشريفِ سعى من ورائِها إلى تحويلِ الاختلافِ بين الطوائفِ الإسلاميةِ إلى عنصرِ وحدة بين المسلمين، يجمعُهم ولا يفرقُهم.
واضاف: "إن هذه الفكرةَ الرمزيةَ في إطلاقِها، والعمليةَ في تطبيقِها، هي نموذجٌ لما يجب على علماءِ الأمةِ وقادتِها في البحثِ عما يجمعُ المسلمينَ، ويوحِدُ جهودَهم وكلمَتهم، ويجعلُ من الاختلافِ والتنوعِ غنًى للمسلمينَ ونهضةً لواقعِهم، وليس سبباً للتقاتلِ والتناحر".
ورأى ان عنوانُ هذه الندوةِ، وهو (الوحدةُ الإسلاميةُ طريقُ تحريرِ القدس)، يكثَّفُ، في عبارةٍ موجَزةٍ، سببُ الداءِ وسبيلُ الدواء في آنٍ واحد. فالداءُ هو الاحتلالُ الجاثمُ على قلبِ أمتِنا، في بيتِ المقدس، كرأسِ حربةٍ للمشروعِ الغربيِ الممتدِ منذُ الحربِ العالميةِ الأولى، وربما قبلَ ذلكَ منذُ غزوِ نابليونَ لمنطِقتِنا، وما أورثَتنا إياهُ خريطةُ التجزئةِ والتفتيتِ لأمتِنا، في سايكس – بيكو.
وفي الختام دعا ابو شاهين لأن تكون فلسطين هي بوصلة الوحدة الإسلامية لنحقق وعد الله في الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك، وهزيمة المشروع الصهيوني، معاهداً على البقاء في الخندق الأمامي في مواجهة العدو والاشتباك الدائم معه، كما المواجهات التي خاضتها حركة الجهاد في معركة وحدة الساحات، وثأر الأحرار، وبأس جنين وكما المواجهات كل يوم في مدن الضفة ومخيماتها.