وكالة القدس للأنباء – مصطفى علي

ضمن أجواء الفعاليات الثقافية التي ينظمها دار الثقافة لإحياء الذكرى الـ 51 لاستشهاد الكاتب والأديب غسان كنفاني، احتضن مسرح "المدينة" في العاصمة اللبنانية، بيروت، مساء يوم الإثنين، عرض فني لـ"فرقة الفينيق للفنون المسرحية"، مسرحية  "العهد" للمخرج الفلسطيني عماد البيتم، والمستوحاة من رواية "حارة النصارى" للكاتب  الفلسطيني نبيل خوري.

"وكالة القدس للأنباء" واكبت الحدث، والتقت بالمخرج عماد البيتم والممثلة الفلسطينية الشابة مجدولين أبو ناموس، اللذين لفتوا إلى أن "هذا العمل المسرحي مهم جدًا لجهة أنه يسلَط الضوء على مدى المعاناة وحرقة الفراق والشوق والحنين، التي تشعر بها النساء الفلسطينيات حينما يفارقن أزواجهنَ الشهداء.  

ويوضح البيتم: "العهد، مونودراما تتحدث عن قصة الشهيد يوسف راشد الذي استشهد في عام 1967 دفاعاً عن مدينة القدس، حيث تدور أحداثها بعد استشهاد يوسف. فتعاتبه زوجته لأنه استشهد وتركها وحدها مع طفلهما ونكث بالعهد الذي كان بينهما حين عاهدها على أن يموتا معًا لكنه نكث بعهده ومات وتركها وحيدة تصارع الألم".

ويضيف: "تستمر زوجة يوسف الثكلة بمعاتبة زوجها طيلة المسرحية، قائلة – القدس سقطت فلتسقط كل العواصم وتبقى أنت، وتستمر بذلك إلى أن تصلها إشارة من زوجها بأنه حي يرزق في قبره، فيبرد قلبها.. فالشهداء لا يموتون بل يخلدون".

ويختم: "المغزى من عرض المسرحية هو إيصال رسالة لكل العالم، بأننا شعب نحب الحياة كما نحب الموت ونقدم الغالي والنفيس ونسقط شهداء عز وكرامة، دفاعًا عن وطننا الحبيب، فلسطين".

بدورها، الممثلة الشابة مجدولين أبو ناموس، التي تلعب دور البطولة في المسرحية توضح لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأنها تجربة جديدة لها في عالم المسرح، كونها تجسَد شخصية زوجة الشهيد يوسف، حيث تقوم بشخصية منفردة تعاتب زوجها منذ البداية حتى نهاية المسرحية".

وتشير أبو ناموس إلى أنها تؤمن بالثقافة كرسالة إنسانية تحمل مشروعًا وطنيًا يرتوي من نسغ الهوية والتاريخ والفكر الملتزم، وتدرك قوة الابداع والمقاومة الثقافية لمحاولات طمس الهوية والانتماء".

وتضيف: "نحن كأكاديمية ثقافية نسهم في تنمية المجتمع وبناء الانسان وخلق بيئة تحتضن المواهب وترعاها بالمعرفة والوعي والفن والأدب والفكر والمسرح والسينما".

وتختم: "العهد، تجَسد حياة الشهيد الفلسطيني.. هو إنسان وليس كائن فضاء من كوكب آخر، لديه من يحب، الزوجة والأولاد ومن حقه العيش إلى جانبهم، إلا أنه يضحي بكل شيء من أجل الوطن".