وكالة القدس للأنباء – ترجمة
نظمت جماعة حزب الله اللبنانية المتشددة مظاهرة نادرة للقوة القتالية للجماعة هذا الأسبوع، في محاولة على ما يبدو لتذكير الشعب اللبناني و"إسرائيل" وإيران بقدرتها العسكرية ودورها في المنطقة.
أهمية الحدث: كانت التدريبات العسكرية غير عادية ليس فقط لأنها علنية - فقد حضر ما يقرب من 400 شخص، بما في ذلك أنصار حزب الله والعديد من الصحفيين - ولكن أيضًا لأنها أجريت على بعد 12 ميلاً فقط شمال الحدود "الإسرائيلية" في منطقة حيث لا ينبغي فيها وجود ميليشيات بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي تمَّ تبنيه في العام 2006.
أدت الصواريخ التي أطلقت باتجاه "إسرائيل" من لبنان في أعقاب غارة عسكرية "إسرائيلية" عنيفة على مجمع الحرم الشريف في القدس، والمعروف أيضًا باسم "جبل الهيكل"، قبل أقل من شهرين إلى أخطر تصعيد بين البلدين منذ حرب العام 2006. قال الجيش "الإسرائيلي" إن حماس كانت وراء الصواريخ، على الرغم من أن حماس لم تعلن إطلاقها مطلقًا.
ردت "إسرائيل" بضربات في لبنان. ومع ذلك، فقد استهدفت أهداف حماس قصراً في محاولة لتجنب صراع أوسع مع حزب الله.
محرك الحدث: جرت التدريبات يوم الأحد قبيل الاحتفال السنوي بـ "يوم التحرير"، حين انسحب الجيش "الإسرائيلي" من جنوب لبنان في 25 أيار/ مايو 2000، بعد 15 عاما من احتلال المنطقة.
خلال التدريبات العسكرية التي استمرت لساعتين، والتي عقدت في أحد مواقع تدريب حزب الله في جنوب لبنان، قفز المقاتلون من خلال الأطواق المشتعلة، وأظهروا مهاراتهم القتالية بالسكاكين اليدوية، وأطلقوا النار من مؤخرة الدراجات النارية على أهداف ترفع العلم "الإسرائيلي".
في النهاية، خرج مقاتلو حزب الله من أعمدة دخان البنادق والصواريخ، ومزقوا العلم "الإسرائيلي"، ووضعوا مكانه العلم المميز للجماعة المسلحة باللونين الأصفر والأخضر. ثم انطلق التصفيق والهتافات من الجمهور التي تداخلت مع الترانيم والأناشيد الدينية.
قالت دلال شحرور، التي حضرت العرض العسكري من مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، لأكسيوس: إن الفلسطينيين "لديهم آمال كبيرة في تحرير فلسطين في القريب العاجل وهزيمة إسرائيل؛ وسنعود".
وقال شاب مسيحي لبناني يبلغ من العمر 22 عامًا، يدعم الجماعة الشيعية وطلب عدم الكشف عن هويته: "يمكن للأشخاص الذين شاهدوا العرض أن يشعروا حقًا بقوة حزب الله". وأضاف: "ما أحبه في حزب الله هو أنهم لا يقاتلون من أجل أنفسهم فقط... إنهم يدافعون عن الشعب اللبناني"، حسبما أخبر أكسيوس أثناء تنظيم الحدث.
الجانب الآخر: بعد يوم من التدريبات، قال رئيس المخابرات العسكرية "الإسرائيلية"، أهارون هليفا، إن زعيم حزب الله (السيد) حسن نصرالله كان "على وشك ارتكاب خطأ قد يغرق المنطقة في حرب كبيرة"، محذراً من أن "إسرائيل" ستكون "جاهزة لاستخدام القوة" في حالة حدوث تصعيد على الحدود "الإسرائيلية" اللبنانية أو السورية.
تعتبر الولايات المتحدة و"إسرائيل" حزب الله منظمة إرهابية.
أبرز التعليقات: قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن التدريبات العسكرية تبعث بـ "رسالة ردع" و"استعداد لمواجهة أي عدوان صهيوني والدفاع عن لبنان".
وأضاف أن الأسلحة التي ظهرت خلال التمرين تمثل جزءًا بسيطًا من ترسانة حزب الله، وأكد أنه لم يتم عرض صواريخ التنظيم الدقيقة.
على الرغم من عدم عرض صواريخ دقيقة التوجيه في العرض العسكري، كشف حزب الله عن سلاح جديد مضاد للطائرات بدون طيار.
انتقد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي عرض حزب الله العلني للقوة، وقال للمبعوث الأممي الخاص في لبنان هذا الأسبوع إن "قضية" سلاح حزب الله "يجب أن تكون من بين أولويات المرحلة المقبلة".
بين السطور، قال مهند حاج علي، الزميل البارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، لموقع أكسيوس: "يُظهر العرض مدى ضعف الدولة اللبنانية في الوقت الذي يطور فيه حزب الله قدراته العسكرية"، مشيرًا إلى مدى ضعف الجيش وقوات الأمن في البلاد، فقد ضعفت مع نضوب خزائن دولتها.
------------------------
العنوان الأصلي: Inside Hezbollah's wargames near the Israeli border
الكاتب: Hanna Davis
المصدر: Axios
التاريخ: 24 أيار/ مايو 2023
