/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

هاجم “حماس” وانتقد المقاومة وطالب بهدنة مع المحتل

تصريحات منصور عباس تتجاوز الخطوط الحمراء وتُشعل غضب الفلسطينيين

2023/04/23 الساعة 01:37 م
المتصهين منصور عباس
المتصهين منصور عباس

وكالة القدس للأنباء - متابعة

أشعل منصور عباس، عضو الكنيست الصهيوني، ورئيس "القائمة العربية الموحدة" (الذراع السياسي للحركة الإسلامية الجنوبية في كيان العدو)، حالة من الغضب داخل الأوساط الفلسطينية بعد تصريحات غير مسبوقة شنها ضد المقاومة الفلسطينية وحركة “حماس".

منصور الذي لم يسلم طوال السنوات الماضية من سهام النقد والهجوم الحادين بسبب تصريحاته المثيرة للجدل والتي طالما تُصاحبها موجات غضب وانتقاد فلسطينية حادة، أطل هذه المرة على قناة عبرية ليؤكد رفضه الصريح للمقاومة وإدخال فلسطينيي الداخل في المعادلة.

عباس يدعو لهدنة ووقف المقاومة

وطالب منصور الفصائل الفلسطينية بعدم إقحام المواطنين العرب في الكيان (فلسطينيو الداخل) في معادلة وحدة الساحات والعمل المسلح ضد "إسرائيل"، ولم يكتفي بذلك فقط بل وحذر خلال مقابلة مع قناة i24NEWS العبرية من “جر العرب في إسرائيل إلى تنفيذ عمليات”، معتبرًا ذلك “أمر كارثي ويجلب نكبة جديدة".

ودعا القيادي "الإسلامي" بشكل صريح إلى هدنة ووقف العمليات المسلحة بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين وقال إن “إدانته للعمليات الأخيرة تأتي لأننا مواطنين في إسرائيل والانزلاق للعنف يخدم التطرف".

وطلب في رسالة للقيادة الفلسطينية بـ"عدم التدخل بشؤون العرب في إسرائيل. لا نقرر للفلسطينيين في الضفة وغزة ونطلب ألا يقرر لنا أحد”، في حين أشار إلى دوره ودور حركته الإسلامية بدعم القضية الفلسطينية قائلا: “دعمنا شعبنا الفلسطيني بالطرق السياسية والسلمية والإنسانية من خلال مشاريع الإغاثة".

النائب عباس شدد على كون الحركة الإسلامية في "إسرائيل" جسم منفصل لا يتبع إلى أي تنظيم دولي، قالا: “ننتمي الى الإسلام وليس لأيديولوجية أي جماعة إسلامية.. ولا نتلقى أوامر من جهات خارجية”.

وردًا على سؤال بشأن عدم زيارته للأقصى بسبب رفض الكثيرين لمواقفه، علق منصور قائلا: “أفنيت عمري خدمة للمسجد الأقصى ولا أزوره لالتقاط الصور. دفعت أثمان شخصية وتعرضت للعنف بسبب خياري السياسي. هناك حملة افتراءات ضدي لتشويه صورتي وصورة الحركة الإسلامية”، لكنه اعتبر ان “تجربتنا بدخول الائتلاف كسرت طوق العزلة وعقود من الأقصاء بحق المواطنين العرب في إسرائيل”، متهمًا رئيس تحالف الجبهة والتغيير أيمن عودة بالإفلاس السياسي والأخلاقي عبر قيادة حملة تحريض ضده.

وواصل عباس التأكيد على نيته المضي قدما في نهجه “أريد بناء شراكة حقيقية بين العرب واليهود في الكيان تمهد لإحلال السلام في المنطقة”. واعتبر أن “الاعتراف بيهودية الدولة هو الطريق لإنهاء الاحتلال وتسوية تاريخية”، وأردف “معركتنا ليست على هوية إسرائيل بل على هويتنا داخل إسرائيل".

وذكر أن حزبه يجسد تحديًا لإسرائيل بالقول “نحن أكبر تحدٍ للديمقراطية الإسرائيلية".

الصهاينة يثقون به

وردًا على تصريحات عباس النارية التي طالب فيها الفصائل الفلسطينية بعدم إقحام عرب منطقة الـ 48 بمعادلة وحدة الساحات، علق القيادي في حزب “الليكود”، ميخائيل كلاينر، بالقول في حديث لـ “i24 NEWS”، إن تصريحات رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس الأخيرة ضد محاولة حماس والفصائل الفلسطينية اقحام العرب في إسرائيل لتنفيذ عمليات مسلحة ضد إسرائيل هي تصريحات هامة للغاية وتجسد شجاعة الرجل.. شجاعة منصور عباس تخطت تلك التي حظي بها الرئيس المصري أنور السادات".

وأضاف “تصريحات عباس تؤهله لنيل الثقة ودخول أي ائتلاف حكومي في "إسرائيل".. أنا شخصيًا أثق به".

وذكر أن خطابه في ذكرى المحرقة أثر فيه بشدة كونه صادر عن رجل إسلامي مؤمن، مشيرا إلى أن تصريحاته مفاجئة وتستحق التقدير.

جدير بالذكر أن حزب الليكود في مواقفه الرسمية لطالما نسب منصور عباس للإخوان المسلمين ووصفه بـ “داعم للإرهاب”، في حين كشفت تقارير سابقا عن اتصالات بين نتنياهو وعباس بمسعى لضم الأخير لحكومته، ما رفضه قطعا شركاء نتنياهو من اليمين المتطرف.

تصريحات تثير غضب الفلسطينيين

وكان منصور عباس أطلق الكثير من التصريحات المثيرة للجدل والتي أشعلت معها غضبًا فلسطينيًا عارمًا، وكان من أبرزها حين قال بأن “إسرائيل قامت كدولة للشعب اليهودي وستبقى كذلك”، الأمر الذي وصفته قيادات من فلسطينيي 48 بـ “الانحدار السياسي والوطني” الذي لا يمثل إلا حركته وحزبه.

وقال أستاذ العلوم السياسية البروفيسور إبراهيم أبو جابر وهو من مؤسسي حزب “الوفاء والإصلاح” بالداخل الفلسطيني – أن “هذه التصريحات اعتراف صريح بقانون القومية العنصري أو ما يسمى (قانون يهودية الدولة) الذي جسد سياسة الفصل العنصري، وهو سلبنا حقنا في وطننا، وجعل منا أشبه برعايا أجانب مقيمين لا مواطنين".

وقال أبو جابر إن تصريحات عباس تُعد “آلية نسف للرواية الفلسطينية، وتنكّر للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في وطنه، ومساومة رخيصة على الثوابت الدينية والوطنية لفلسطينيي 48 مقابل فتات".

أداة طيعة بيد الاحتلال

وأدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشدة، تصريحات عباس، وقالت إن تصريحاته خيانية لا تمثل شعبنا من قريبٍ أو من بعيد، وتكشف عن الدور المشبوه المناط به كأداةٍ طيَعّة في يد الاحتلال”، مشيرًا إلى أن ما يدعيه منصور عباس يعد “تزكية لقانون يهوديّة الدولة، وتغطية على برنامج وممارسات الحكومة الصهيونية واليمين المتطرف وقطعان المستوطنين الذين يعملون ليل نهار لتجسيد هذا القانون بكل الوسائل والسبل من أجل تهجير أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة وقطع الطريق على حق العودة”.

وأكدت أن تسليمه بقانون “يهوديّة الدولة” يجعله “أداة من أدوات تنفيذه وخائنا لمصالح شعبنا وحقوقه الوطنية”.

كذلك استنكرت حركة فتح بشدة، مواقف منصور عباس، وأكدت على خطورة هذه المواقف التي “تمس جوهريا بالحقوق الوطنية التاريخية لشعبنا الفلسطيني في فلسطين”، ووصفتها بأنها “تساوق رخيص مع الرواية الصهيونية التي تحتكر تاريخ فلسطين زورا وبهتانا”.

وقالت إن “منصور عباس تجاوز بمواقفه الخطوط الحمراء”، مشيرة إلى أن “قانون يهودية الدولة يحصر حق تقرير المصير على أرض فلسطين باليهود، بما يعنيه ذلك من نزع الشعب الفلسطيني من تاريخه وحقه التاريخي في وطنه فلسطين”.

وأمام هذه التصريحات النارية والمثيرة للجدل يبقى التساؤل المطروح.. ماذا يريد منصور عباس؟ وما هدفه الخفي من إشعال الغضب الفلسطيني وتوجيه سهام الانتقادات.. وهل يطلب ود نتنياهو؟

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/192544

اقرأ أيضا