بيروت- وكالة القدس للأنباء
وفاء للقادة الشهداء، احيت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في لبنان، يوم الشهيد الجبهاوي، والذي يصادف في التاسع من أذار من كل عام، ذكرى استشهاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، محمد محمود الاسود جيفارا غزه، ورفيقيه عبد الهادي الحايك وكامل العمصي، بوضع أكليل من الزهر على النصب التذكاري في مثوى شهداء الثورة الفلسطينية عند مستديرة دوار شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك اليوم الإثنين.
حضر المناسبة مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، هيثم عبده، وقيادة الجبهة في لبنان، وقيادة الجبهة في بيروت ومخيماتها، وممثلون عن والفصائل الفلسطينية والاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية، وشخصيات وفعاليات فلسطينية ولبنانية وابناء شعبنا في بيروت.
في البداية كانت كلمة من وحي المناسبة وترحيب بالحضور، قدمها نائب مسؤول المكتب الاعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فتحي ابو علي، ومن ثم تحدث مسؤول العلاقات السياسية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، عبد الله الدنان، حيث قال:
"احييكم بيوم الوفاء للشهداء الأحرار، احييكم بيوم التضحية، عنوان العزم الفلسطيني، العزم الممتد من جيفارا وما قبله،وما بعده وصولاً إلى ملحمة القدس وجنين ونابلس، ملحمة كل فلسطين، الممتدة مدى السنوات و العقود، ذلك أنه وكما يثبته الشهداء، كما يؤكده مداد نهر الدم الفلسطيني ان لا حل للصراع الا بالصراع، ولا مستقبل لفلسطين الإ بفلسطين، وكما كنا نقول بما نؤمن به ومصداقا لدم الشهداء سنظل نقولها ملء السماء و الأرض، إما فلسطين و إما النار جيلاً بعد جيل".
وشدد الدنان على، انه"من واجبنا قراءة الصفحات المضيئة من التجربة النضالية الفلسطينية، لا سيما تجربة خلايا المقاومة على مدى يزيد عن السبعين عاماً، لنرصد ايجابياتها و نبني عليها، لنعرف سلبياتها و نتعلم منها، وهناك الكثير من الصفحات حول عمل و كفاح المجموعات المقاتلة للاحتلال، والتي ما زالت مجهولة بسبب ضعف الاهتمام الفلسطيني بذلك".
وأضاف " نحن نقف اليوم لنحيي هذه التجربة النضالية في يوم شهيد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي قررته قيادة الجبهة في زمن الحكيم الراحل جورج حبش و رفاقه الشهداء الاموات و الأحياء، و الذي تم تأريخه بدءًا من تاريخ استشهاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الرفيق الشهيد جيفارا غزة، قائد ملحمة الاشتباك مع العدو بداية السبيعنات،الذي ابى إلا ان يستشهد وهو مشتبكا مع جنود الإحتلال".
ولفت الدنان إلى أن "العدو الصهيوني الفاشي ما زال يقبع على ارضنا، وما زلنا نقاتل وهدير البنادق المقاومة ما زال يزمجر، الارادة الفلسطينية المعبرة عن نفسها اصدق تعبير في فعلها المقاوم، فلا عيش ولا مستقبل في ظل هذا الكيان الفاشي البغيض،ولكن هل الرؤيا الفلسطينية الواضحة في زمن جيفارا غزة ما زالت كما هي؟
وأشار إلى أن" التاريخ قدم لنا استخلاصه بان لا حياة لفكرة الدولتين، كما قدم لنا استخلاصه البليغ بأن لا تعايش مع العدو على ارض فلسطين، اذن فهي معركة إما نحن او هم، فما بال بعضنا ما زال يصر و يلح على هذا الرهان، الرهان الذي تحول ارتهان،لا بل اكثر من ذلك، إن هذا الارتهان تحول الى عامل يثقل كاهل الجسم الفلسطيني و يقيد حركته، او لا يسمح لها بتفجير طاقاته في مواجهة العدو، ارتهان للموقف الامريكي و الاوروبي و لعرب التطبيع و الردة، وهؤلاء هم انفسهم الذين حددتهم استراتيجية الجبهة الشعبية و التي صنفتهم بمثابة قائمة الاعداء للشعب الفلسطيني".
ورأى أن المشهد الدولي يضطرب ويزداد تأزما، لا بل اكبر من ذلك، النظام العالمي و العلاقات الدولية دخلت مرحلة المأزق، التناقضات تزداد حدة، وصراع نطاقات النفوذ و السيطرة بات في مرحلة اللاعودة، و نحن نعيش في مخاض ولادة نظام عالمي جديد ما بعده ليس كما قبله، واللذين ما زالوا اسرى النظام العالمي المتأمرك عليهم أن يستيقظوا، فامريكا لم تعد امريكا وهي مثقلة بازماتها التي تزداد حدة، واوروبا البلاد التي احتضنت وتبنت ودعمت المشروع الصهيوني تطرح على نفسها مخاوف وجودية حول المستقبل.
هذا المشهد على المسرح الدولي يعيد تذكيرنا بالحربين العالميتين، وما تمخضت عنه من تغيير نوعي في خارطة العالم، دول تظهر واخرى تندثر،انظمة تختفي و اخرى تبرز، مراكز قوى جديدة تنبثق، و لسنا نعلم اين يصل العالم ولكن هذا يطرح علينا السوال الأبرز،
هل نجد في ذلك كفلسطينيين فرصة كبيرة لنعيد لملمة الحلم الفلسطيني، وهذا يتطلب منا ان نكون مؤثرين، ليس مطلوبا أن نلعب في المساحة العالمية كالقوى الكبرى، و لكن بما أن "إسرائيل" الكيان الصهيونى حريصة على ان تلعب على المسرح الدولي وتبحث عن الارباح و المنافع، فيجب أن نكون نحن حاضرين نداً لها ومن خلال الاشتباك معها.
يمر لبنان بمرحلة صعبة و دقيقة، و نتمنى للبنان ان يتجاوز هذه المرحلة، إن الظروف الموضوعية لا سيما الوضع في النطاقين الدولي والاقليمي يؤثر باوضاع لبنان و مستقبل لبنان، فلبنان المستقر و لبنان القوي هو مصلحة استراتيجية فلسطينية، وعلينا كلاجئين فلسطينيين أن نقوم بواجبنا تجاه لبنان، غير أن تأثير هذه الازمة على اللاجئين يزداد حدة، الاوضاع الاجتماعية و الاقتصادية للمخيمات الفلسطينية تنذر بعواقب وخيمة لا سيما في ظل تقصير الانروا، و يتطلب ذلك من المرجعيات الفلسطينية أن تدير الازمة بحيث يخرج الجسم الفلسطيني في لبنان باقل الخسائر الممكنة، وما نشهده من غياب الملفات من على طاولة الحوار الفلسطيني لا يبشر بالخير ابدا، وقد يقول البعض ان الازمة كبيرة وهذا صحيح، وقد يقول بعضٌ اخر أننا نجتمع و نقرر ونصدر بيانات و نلتقي هنا وهناك، وهذا صحيح ايضا، و لكن هل هذا كافٍ؟
وفي ما يتعلق بالاحداث الأخيرة التي شهدها مخيم عين الحلوة، قال الدنان:" لقد طرحت المشكلة الاخيرة في عين الحلوة نموذجا لحدث قد يفضي الى نتائج كارثية، صحيح انها انتهت نهاية حميدة بعد اسبوع من القلق والتوتر، لكنه شكل خطرا قد يتكرر، وهو ما يتطلب عدم ضبضبة الملف في الخزانة على اساس صفحة جديدة، بل يتطلب مراجعة الاسباب و المخاطر الجدية، فهناك سلاح متفلت وهناك استسهال للقتل، وهناك احتمالات اخطر من ذلك بكثير ارتباطا بالاوضاع اللبنانية، الفلسطينية، الاقليمية والدولية، وعليه فإن العمل من اجل ضرب ثقافة القتل واستخدام السلاح هو حاجة ملحة".
وأضاف:" ازاء تفاقم الاوضاع الفلسطينية في لبنان، فإننا نقدم المبادرة التالية:
اولاً: الحاجة الى حوار فلسطيني استثنائي، لفهم الاوضاع الفلسطينية بالعمق
ثانياً: ضبط الاوضاع الداخلية، و تحريم ثقافة القتل.
ثالثاً: تنظيم الحوار مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، المسؤولة عن الملف الفلسطيني، بحيث تكون شريكة في الجهود الفلسطينية.
رابعاً: الدخول في ورشة عمل اجتماعية اقتصادية، تربوية و صحية، هدفها الوصول تحديد للاحتياجات الفلسطينية، في هذه المرحلة ومن ثم الضغط على الانروا و المجتمع الدولي لتامين هذه الاحتياجات .
وفي الختام توجه الحضور وقيادة الجبهة الى النصب التذكاري للشهداء، لوضع اكليل من الزهر باسم الجبهة، وقرأت الفاتحة على ارواح الشهداء وصاحب الذكرى .