قائمة الموقع

تحالف نتنياهو- ليبرمان والقضية الفلسطينية / نزار حسين

2012-11-14T06:37:10+02:00

يشهد الكيان الصهيوني معركة انتخابية سارع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في تقديم موعدها لتجري في الثاني والعشرين من كانون  الثاني / يناير المقبل، في محاولة منه لتأكيد زعامته لقيادة "اسرائيل" لمرحلة جديدة يكون فيها قابضاً على مقاليد الحكم بشكل يؤهله على إدارة ملفاته الأمنية والإقتصادية التي لم تنجح الحكومة الحالية في تمريرها، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني، وترسيخ الاستيطان في الضفة الغربية، وفرض شروطه لقيام دولة فلسطينية في أية مفاوضات مستقبلية، واقتسام المسجد الأقصى، وعزل قطاع غزة بالكامل عن فلسطين، وتلزيمه الى الإدارة المصرية.
ولهذه الغاية، أعلن نتنياهو عن تحالف حزبه الليكود مع حزب وزير الخارجية المتطرف أفيغدور ليبرمان "اسرائيل بيتنا"، لخوض انتخابات "الكنيست" المقبلة بصفة مشتركة؛ إلا أن مصادر صهيونية أشارت الى أن هذه اللائحة الموحدة قد يكون لها تأثير سلبي على الناخبين وتحقق عكس أهدافها، خاصة بعد الحديث عن انشقاقات داخل حزبي "الليكود" و"إسرائيل بيتنا" على خلفية هذه اللائحة المشتركة.
فهل سيعزز هذا التحالف من فرص نتنياهو لتولي رئاسة الحكومة المقبلة، وما الأهداف الحقيقية وراء هذا التحالف، وما هي الانعكاسات التي ستترك آثارها على الصعيد الفلسطيني في حال نجاح هذا التحالف؟
أظهرت استطلاعات للرأي أجريت في "إسرائيل"، تقدم القائمة الجديدة الموحدة، التي أطلق عليها تسمية "الليكود – بيتنا" على جميع الأحزاب "الإسرائيلية" الأخرى في انتخابات "الكنيست" المقبلة؛ وهو ما يعزز من فرص نتنياهو لبقائه رئيساً لحكومة الكيان في عهد "الكنيست" التاسع عشر...
فقد نشر موقع القناة الثانية "الإسرائيلية"، يوم الثلاثاء 30- 10 - 2012، استطلاعاً أعده معهد "حاوية العقول" في "إسرائيل"، أظهر حصول "القائمة الموحدة" على 42 الى 46 مقعداً، أما حزب العمل فقد حظي في الإستطلاع على 23 مقعداً، وحزب "شاس" على 13 مقعداً، يتبعه حزب "هناك مستقبل" بـ 9  مقاعد، بينما نال حزب "الإستقلال" بقيادة إيهودا باراك، و"كاديما" على 3 مقاعد، فيما حصلت القوائم العربية في حال توحدها على 11 مقعدا.
ويرى مئير كوهين، المحلل السياسي "الإسرائيلي"، أن هذا التحالف يمثل التقاء المصالح المشتركة بين نتنياهو وليبرمان.  فنتنياهو يسعى لضمان الحكم لمدة أربع سنوات إضافية، وليبرمان يريد تولي زعامة اليمين واليمين المتطرف.  وهذا لا يمكن أن يحدث إلا من خلال حزب "الليكود".
ووفق مختصون بالشأن "الإسرائيلي"، سوف يقود التحالف الجديد المجتمع "الإسرائيلي" نحو التطرف للهيمنة على الساحة السياسية للفترة المقبلة، وسيقود المنطقة إلى حالة من اللاإستقرار ربما تنشط فيها حروب مقبلة، وقد يكون قطاع غزة أحد الجبهات المفتوحة، وذلك بعد الحصول على أغلبية وشبكة أمان حزبية داخل الكنيست "الإسرائيلي".
بدوره، يرى المتخصص في الشأن الإسرائيلي" ناجي البطة، أن التحالف سيكون تأثيره على الفلسطينيين سلبي للغاية، وأن الكيان "الإسرائيلي" سينتهج سياسة عدوانية يبرر فيها قتل الشعب الفلسطيني، حيث قال: "ليبرمان لا يعترف بالمفاوضات ولا يعرف إلا لغة القوة ويهدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس باستمرار".
إن كل متتبع ومراقب للسياق التاريخي السياسي في "إسرائيل" يرى ويدرك أن تحالف واندماج الأحزاب الكبيرة فيها ضمن إطار حكومة واحدة، أو تشكيل ائتلاف حزبي عريض يضم قوى اليمين والتطرف والعنصرية، إنما يؤشر على إمكانية تعبئة الرأي العام "الإسرائيلي" وتوجيهه نحو الإستعداد لخوض حرب، إما مع الشعب الفلسطيني أو إشعال حرب على الصعيد الإقليمي على قاعدة فرض "إسرائيل" لسياستها في الردع والهيمنة، وعدم السماح ببروز أية قوة تهدد نظرية الأمن "الإسرائيلي" في التفرد بقوة الردع والهيمنة على المنطقة.
كما أن نجاح هذا التحالف في حصاد نصيب الأسد من مقاعد "الكنيست" المقبلة سيترك بالتأكيد آثاره السلبية على ما تبقى من عملية "التسوية" مع السلطة الفلسطينية، وسيلحق الضربة القاضية بما اصطلح عليه بحل الدولتين، خاصة في ظل تعزيز سياسة الاستيطان في مدينة القدس المحتلة ومحيطها وما تبقى من أجزاء خالية من الضفة الغربية، الأمر الذي يعني ابتلاع الجغرافيا الفلسطينية، التي كان من المفترض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية طبقاً لإتفاقيات أوسلو وملحقاتها .
إضافة الى ذلك، فإن نجاح هذا التحالف سيؤدي الى تعزيز وتفشي السياسة العنصرية وإدارة الظهر لحقوق المواطنين العرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، ما يعني ذهاب الداخل "الإسرائيلي" إلى المزيد من اليمينية المتطرفة، دون استبعاد تكريس نتائج الإنتخابات "الإسرائيلية" المبكرة لسياسة الحصار والاستيطان والتهويد.
وقد لخص بنيامين نتنياهو، توجهاته المستقبلية في تصريح أدلى به لصحيفة "باريس ماتس" الفرنسية، أكد فيه "بأن القدس هي العاصمة اليهودية منذ 3 آلاف عام وسيواصل البناء فيها"، وأن تشريع الإستيطان وتوسيعه في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيكون من ثوابت حكومة الحزبيَن الحليفين.
الآن، وقد بات المجتمع الصهيوني يميل أكثر الى اليمين المتطرف، هل لا يزال ثمة بارقة أمل أمام من اختار نهج المفاوضات والتسوية مع العدو الصهيوني، بحجة دعم اليسار الإسرائيلي الذي اندثر وتلاشى اليوم، في استكمال نهج المفاوضات هي البديل الوحيد عن المفاوضات؟!  ألا يجب على هذا الفريق الفلسطيني أن يعيد تقييم وتقويم تجربته التفاوضية التي تغرق في وحل الداخل الصهيوني أكثر فأكثر، بعدما عجزت طوال أكثر من عشرين عاماً على وقف الاستيطان، أو إطلاق سراح أسير واحد؟؟
 

اخبار ذات صلة