هبة منصور وافي (٢٥ عاماً)، مهندسة فلسطينية تقطن في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة المحاصر، استطاعت مؤخراً أن تدمج التكنولوجيا الذكية في مواد بناء محلية تعتمد على تقنيات العمارة التقليدية، لتخرج بحجر أطلقت عليه إسم (hybrid local building)، واختارت هبة هذه التقنية بسبب الحصار المفروض على القطاع، الذي يحد من إدخال مواد البناء، فوفرت بذلك حلاّ لمشاكل الإسكان في غزة، وقد حصلت على عدة جوائز منها، جائزة "حسيب صباغ" و"سعيد خوري" كأفضل مشروع تخرج على مستوى الوطن لعام ٢٠١٩.
في هذا السياق، تحدثت وافي لـ"وكالة القدس للأنباء"، قائلة: "لقد تخرجت مهندسة معمارية من جامعة فلسطين عام ٢٠١٩، وتم طرح الفكرة من خلال بحث التخرج، واخترت هذه التقنية فضلاً عن غيرها، بسبب واقع الإسكان في قطاع غزة، والمشاكل الإنشائية والاقتصادية الناجمة عن مواد البناء، ومحدودية دخول الإسمنت إلى القطاع، وكثرة المباني المهدمة بفعل الحروب"، مبينة أن "كل ما سبق، ولّد لدي حافزا للوصول إلى حلول تخدم القطاع المحاصر، الذي أعد جزءاً منه، أعيش فيه وأعيش بداخل معاناته ومشاكله، وكوني مهندسة معمارية من واجبي خدمة المجتمع بعلم أملكه".
وأشارت إلى أنها "بعد حصولي على جائزة "حسيب صباغ" و"سعيد خوري" كأفضل مشروع تخرج على مستوى الوطن لعام ٢٠١٩، بدأ العمل الفعلي في المشروع، بعد سنتين من تخرجي، بدأت بالعمل الدؤوب للخروج بثلاثة مخرجات رئيسية من مشروع (hybrid local building) أولها حجر بلوك (hybrid local blocks)، وقد تم عمل أحجار من هذه التقنية التي يمتاز خليطها بخلو الحجر من اي مثبتات كيميائية، مثل الإسمنت، واستبداله بخليط من مواد بناء طبيعية محلية متوفرة في قطاع غزة، يصل سعر الحجر إلى النصف من سعر البلوك الاسمنتي".
وأضافت أن "المنتج الثاني هو جدران مسبقة الصب من تقنية (rammed earth)، أما الثالث فهو خليط من (hybrid local)، يضاف إلى طابعة ثلاثية الأبعاد، لإنشاء منازل كاملة"، موضحة أنه "تم البدء بتنفيذ ماكينة لصنع أحجار (hybrid local blocks)، بتمويل من "الجامعة الإسلامية"، وقد حصلت عليه نتيجة الفوز بجائزة 10X،
أما في ما يخص الجدران مسبقة الصب، وخليط الطابعة، فتم عمل عينات لاختبار نجاح وفعالية الفكرة، ولم يتم تنفيذ أي مما سبق نتيجة عدم توفر القدرة المالية للمشروع".
وأكدت أن "هذا المشروع نشأ لحل مشاكل قطاع غزة، وتطبيقه يساعد بشدة في رفع معاناة أصحاب المنازل المهدمة، وأصحاب الدخل المنخفض، لأنه يقلل من تكاليف البناء"، بالإضافة إلى إنشاء مبان آمنة نسبياً، خاصة الحدودية لقدرتها على مقاومة الرصاص"، مبينة أنه "من أبرز الصعوبات التي واجهتها، هي عدم القدرة على تمويل المشروع، والحاجة لجهات مختصة للقيام بذلك، كرجال الأعمال وحاضنات الأعمال، والحكومة أيضاً، مشيرة إلى أنها "سأسعى في المستقبل إلى تطبيق ما عجزت عن تحقيقه حالياً، نتيجة الوضع المادي، وأحلم في افتتاح مصنع خاص بي، لأرى معظم بيوت قطاع غزة من تقنية (hybrid local building) وخارج حدود القطاع، ليشمل الوطن العربي ككل، فجائزة تونس فتحت المجال لي لأن أرى بصيص أمل في تحقيق الحلم".
وفي نهاية حديثها، قالت هبة وافي: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فلولا جهد وتعب عائلتي معي لما أنجزت شيئاً، والشكر موصول للدكتور محمود صيدم، لدعمه الدائم، ولكل من ساند وآمن بوصولي"، مؤكدة أنها "سأبقى مؤمنة بعملي، وسأضع كل جهدي للوصول إلى هدفي وتحقيق حلمي إن شاء الله".