قال زياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي ان الحكومة الصهيونية معنية بالتصعيد على جبهة قطاع غزة، ومحاولة افتعال الحرب ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته ووضعها أمام الخيار الأصعب، محذراً من خطورة الخطوات السياسية الصهيونية للتحرك دبلوماسياً ضد القطاع.
وكشف النخالة في حديث هاتفي مع صحيفة القدس الفلسطينية عن تفاصيل الاتصالات التي أجراها الجانب المصري مع حركة الجهاد الاسلامي والفصائل الفلسطينية الأخرى لمحاولة التوصل لاتفاق تهدئة مع العدو الصهيوني.
موضحا ان اتصالات مباشرة جرت أمس (الاحد) بينه وبين قيادات مصرية، وأنه كان هناك تبادلاً لوجهات النظر، وأن الأجواء العامة كانت تشير للتوجه نحو تهدئة جديدة في القطاع دون وجود شروط جديدة.
وقال: "الاتصالات التي جرت كانت واضحة، أن الحكومة الصهيونية لديها مصلحة في أن يتوقف إطلاق النار، ونحن عبرنا عن رغبتنا أيضاً في ذلك. إننا غير معنيين في التصعيد وتوتير الأجواء، وكان هناك توافق في هذه النقطة بيننا وبين القاهرة، وجميع الاطراف كانت معنية بالتهدئة، ولذلك فَهِمَ الجميع أن هناك تهدئة ووقفاً لإطلاق النار على هذه القاعدة، ونحن التزمنا بهذا الفهم، ولكن بالرغم من ذلك استمرت حكومة الكيان بقصف بعض الأماكن وبعض الأهداف، وأخلت بما تم التفاهم عليه من القاهرة، ومن هذا المنطلق استمرت بعض الردود هنا أو هناك".
وأضاف النخالة, "كان المطلوب أن توقف الحكومة الصهيونية عدوانها على الشعب الفلسطيني دون شروط إضافية، والدخول في تهدئة متبادلة ومتزامنة الساعة التاسعة من مساءً أول أمس (الاحد) على أن تلتزم بها الفصائل الفلسطينية طالما التزم وأوقف الاحتلال عدوانه" موضحا ان "الصهاينة استمروا في اطلاق النار وبالتالي كان هناك رد من فصائل مختلفة عليهم".
وحول توقعاته بأن يتم التوصل لتهدئة جديدة وإمكانية صمودها، قال النخالة، "يجب أن نتوقع من العدو الصهيوني الأسوأ في هذه الحالة، خاصةً أن الخطاب السياسي الصهيوني مرتفع، وهناك مزايدات يمكن أن يكون لها علاقة بالانتخابات الصهيونية، وفي كل الاحوال نحن معنيون بشكل رئيسي بالعودة للتهدئة القلقة باستمرار"، مؤكداً على موقف حركة الجهاد الإسلامي بالالتزام بتلك التهدئة إذا ما التزم بها العدو.
وعن وجود شروط صهيونية لعرقلة الوصول لاتفاق وقف اطلاق نار، قال النخالة، حكومة العدو باستمرار تهدد المقاومة حتى عبر الوسيط المصري، ونحن ندرك أنه لا يوجد لديها إلا لغة التهديد، وتوجه تهديداتها للقاهرة نفسها بأنها ستتصرف وتقصف وتدمر رغم أننا لا نسمع هذا الخطاب من القاهرة بشكل مباشر لكننا ندرك أن ما تتوقعه مصر باستمرار في هذه المسألة هي التهديدات".
وأضاف، "في التهدئة السابقة نحن اشترطنا أن يوقف العدو الصهيوني عمليات الاغتيال، واستمر إطلاق النار لأيام وحكومة العدو قبلت بهذا فيما بعد، ونحن الآن نتعامل على هذه القاعدة، قاعدة وقف الاغتيالات، وإننا نعتبرها ما زالت مستمرة واتفاق ساري المفعول بالنسبة لنا، وإذا أخل به العدو يجب أن يتوقع أن دائرة النار سوف تتسع لتشمل مناطق بعيدة إذا ما استمر في عدوانه".
وبشأن تهديدات نتنياهو وباراك المستمرة ضد المقاومة في قطاع غزة، قال نائب أمين عام الجهاد الإسلامي "ما زلنا نتوقع الأسوأ ونحن نتبادل الرأي والإتصالات مع قيادات وكوادر الحركة في غزة، وكل الفصائل منتبهة وحذرة وتتوقع الاسوأ رغم اننا نقبل بتهدئة متبادلة ومتزامنة وأن يكون هناك وقف لإطلاق النار، ولكن إذا العدو في اعتداءاته بالتأكيد لا يوجد أمامنا خيار إلا الدفاع عن الشعب الفلسطيني والاستمرار بالمقاومة".
وحول اجتماع نتنياهو مع 100 سفير ودبلوماسي اجنبي في عسقلان، وما تلاه من تهديدات ضد قطاع غزة، قال النخالة "ما يجري على الساحة السياسية الصهيونية هو بالفعل تصعيد كبير يعطي اشارات ودلالات على أن حكومة العدو لديها نوايا سلبية ولديها نوايا في التصعيد، لكن هذا لا يعني بالضرورة اننا ذاهبون للحرب هذا المساء أو صباح الغد، ولكن يجب كما قلت أن نتخذ كل الاحتياطات والإجراءات على قاعدة أن حكومة العدو لديها رغبة بالعدوان ومن الممكن أن تشرع في ذلك في أي وقت من الأوقات، وعلى هذه القاعدة يجب ان تتصرف المقاومة".
وأضاف، "يجب أن لا ننسى ان هناك شهداء يسقطون كل لحظة في قطاع غزة، وبالتالي الحكومة الصهيونية تستبق الاحداث فهي تقتل الشعب الفلسطيني وتتباكي أمام العالم، وطالما هناك شهداء فلسطينيين بالتأكيد يجب أن يتوقع نتنياهو رداً من المقاومة على ما يقوم به الجيش الصهيوني من عدوان على غزة، وبالتأكيد لن الفلسطينيون يقف مكتوفي الأيدي والعدوان الصهيوني مستمر عليهم".
وتابع "الحكومة الصهيونية تضعنا أمام الخيار الصعب وأمامه اعتقد أن المقاومة لن تستسلم امام الشروط الصهيونية".
وحول توقعاته بإمكانية اندلاع حرب مماثلة لتلك التي حصلت عام 2008، قال نائب أمين عام الجهاد الإسلامي في حديثه "هي ليست توقعات لكن موقع المقاومة يفرض عليها أن تتخذ كل الاجراءات على قاعدة أن العدو الصهيوني لديه رغبة بالعدوان، وأنه جاد في افتعال حرب، وهذا يجب أن يكون متوقعاً وعلى المقاومة أن تتوقعه دوماً".