قائمة الموقع

أوباما هو أوباما / علاء محمد

2012-11-12T09:51:00+02:00
نجح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الفوز بولاية رئاسية ثانية للولايات المتحدة، التي ستمتد حتى عام 2016، في السباق الرئاسي أمام المرشح الجمهوري ميت رومني. ورأى كثير من المحللين أنه لا فرق كبير بين أوباما ورومني، انطلاقاً من أن الحملات الانتخابية لكلا المرشحين كانت متقاربة الى حد التطابق بينهما فيما يتعلق خصوصاً بتوجهات الأمن القومي والمصالح القومية اتجاه الصراع العربي - الصهيوني من حيث تعزيز قدرات الكيان "الإسرائيلي" العسكرية والإقتصادية وتطوير الشراكة الإستراجية معه. فبين رومني وأوباما قد لا تسطيع أن تجد فارقاً في النظرة إلى القضية الفلسطينية, وفي المسارعة في دعم كيان الإحتلال، فقد زايد كل منهما على الآخر في إبداء كامل مساعدته للكيان الصهيوني. فخلال أول زيارة خارجية للمرشح الجمهوري ميت رومني إلى الأراضي المحتلة، أكد على أن القدس عاصمة "الدولة الإسرائيلية"، وتعهد بنقل السفارة الأمريكية في حال نجاحه في الانتخابات الرئاسية من تل أبيب إلى القدس. وبالمثل، فإن الرئيس أوباما وصف القدس، خلال زيارته عام 2008 حين كان لا يزال مرشحا للانتخابات الرئاسية، بأنها "عاصمة إسرائيل"، وقال إنها "مسألة مرتبطة بالوضع النهائي للأراضي الفلسطينية بعد التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وفي حملته للولاية الثانية، ثبث أوباما في برنامجه الانتخابي الحالي بأن القدس عاصمة أبدية للكيان. هذه النظرة الثابتة العداء للقضية الفلسطينية، وتقديم المساعدة في دعم كيان الاحتلال، تشكل جوهر السياسة الخارجية الأمريكية على مدار الإدارات المتعاقبة تاريخياً في الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا ما عبر عنه بوضوح وصراحة داني أيلون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي للإذاعة العامة الإسرائيلية في تاريخ 7112012،: " إسرائيل غير مبالية بنتائج الانتخابات الأمريكية التي تجري اليوم"، معربًا عن ثقته بأن إسرائيل "ستستمر في التمتع بدعم الحزبين المتنافسين (الجمهوري والديمقراطي) في واشنطن". أما ما بدى أخيراً من خلاف بين رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وباراك أوباما في عهد ولايته الأولى للأخير فهو خلاف لا يتعدى الأسلوب، ولم يكن في الشراكة والمضمون الذي كان عنوانه "الملف النووي الإيراني". فنتنياهو أراد توجيه ضربة عسكرية لإيران، بينما أراد أوباما أن تستنفذ "العقوبات" الاقتصادية مداها، مع الإبقاء على احتمال توجيه الضربة. فهو إذاً، خلاف في الشكل وليس في الشراكة الإستراتيجية الثابتة. وهذا ما أكده نتنياهو نفسه في بيان تهنئته لفوز أوباما, حيث قال "إن التحالف الإستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى، وإنه سيواصل العمل مع الرئيس أوباما من أجل ضمان المصالح الحيوية لأمن الإسرائيليين". أما بالنسبة للوعود "الوردية" التي أطلقها باراك أوباما أثناء زيارته للأزهر الشريف وأنقرة من أن الأدراة الأمريكية لن تدير ظهرها لتطلعات المشروعة للفلسطينيين, وإبداء العطف حول معاناتهم, وتجميد الإستيطان...الخ, ، فهو لم يزد عن كلمات معسولة، ولم يذهب إلى أبعد من مجرد مجاملات, ووعوده لم تكن إلا للتسويق الإعلامي, وفارغة من أي مضمون, فلا يزال أوباما يمد الصهاينة بالأموال لبناء المزيد من المستوطنات، كما أنه لم يجبرهم على إيقاف الاستيطان بعد أن تمسكوا بموقفهم الرافض لطلبه, وصوتت إدارته ضد المسعى الفلسطيني "للانضمام إلى الأمم المتحدة كدولة مستقلة". فالواقع ينطق بزيف وعوده والأيام تثبت مدى مظلمة طريق المفاوضات التي ترعاها الإدارة الأمريكية ومن بعده الرباعية الدولية. ثم بداهةَ وبدون إستفاضةَ في الأدلة وزيادةِ في الشرح والتوضيح, كيف يتأتى لمن تخلص من مفاسد الصهاينة في بلاده وزرعهم كوطن قومي في فلسطين أن تكون عنده المنصفة!!!, كيف يكون الجلاد هو القاضي!!!, وهل يعقل أن يكون هو المخلص والمنقذ!!! كفى رهانات على مقولة أن لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات, لأن الغرب هو الغرب والكيان الإسرائيلي يمثل رأس الهجمة الغربية في المنطقة ومشروع التفتيت.
اخبار ذات صلة