وكالة القدس للأنباء - خاص
سبعون عاماً مرَت على جرح نكبة الـ 48 النازف، والشعب الفلسطيني في الداخل والشتات يعاني عذابات القهر والظلم والتشرد، فيما المؤامرات تتواصل لتصفية القضية الفلسطينية، وليس آخرها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب.
لكن الشعب الفلسطيني لم ولن ينسى، كما راهن العدو، وها هو اليوم ينتفض عبر "مسيرة العودة الكبرى"، معلناً للعالم تمسكه بحقه في العودة إلى بيته وأرضه وممتلكاته.
"وكالة القدس للأنباء" جالت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ووقفت على آرائهم إزاء هذا الواقع، فأكدوا على أنه كلما اشتدت عواصف الضغط والاحتلال، كلما ازداد الشعب إصراراً على المضي في كفاحه حتى التحرير الكامل لفلسطين التاريخية والعودة إلى أرض الآباء والأجداد.
عين الحلوة
أديب أبو سويد من سكان مخيم عين الحلوة، قال لـ"وكالة القدس للأنباء": "ذكرى النكبة هي ذكرى أليمة لشعبنا الفلسطيني الذي هجر من أرضه بمؤامرة من الحكومة البريطانية"، معتبراً أنه "وبعد سبعين عاماً أثبتت الأمم المتحدة فشلها لعدم قيامها باسترجاع حقوقنا في أرضنا المغتصبة".
ودعا أبو سويد "شعبنا إلى الوحدة ورص الصفوف ومؤازرة مسيرة العودة، من أجل استرجاع حقوقنا بالقوة من دنس المحتل الغاصب، فنحن لن نتخلى عن حبة رمل من أرضنا".
بدوره، قال محمد الخطيب: "بعد ٧٠ عاماً من نكبة شعبنا الفلسطيني، ما زلنا لاجئين في بلاد الشتات، كما أن المؤامرات التي نتعرض لها ازدادت في الآونه الأخيرة، وازدادت معها الضغوط على شعبنا، وقد استغل الأعداء تفرقنا وتشرذمنا من أجل تمرير "صفقة القرن"، وإنهاء مشروعنا المقاوم. لذلك لا بد لشعبنا أن يعيد توحيد صفوفه، من أجل أن ينال حقوقه ويفشل المؤامرات".
واعتبر أن "ما نراه من مسيرات العودة على حدود غزة، تعيد توجيه البوصلة نحو فلسطين".
ودعا طارق دهشة من عين الحلوة "شعوب أمتنا العربية والإسلامية وكل أحرار العالم، إلى الوقوف بجانب شعبنا الذي ما زال يقدم التضحيات الجسام، من أجل كنس الاحتلال الصهيوني من كل الأرض المحتلة"، وقال: "نحن أصحاب قضية عادلة، وما انتفاضة مسيرات العودة إلا دليل وتأكيد
على أن شعبنا الفلسطيني المعطاء، يقدم التضحيات ويستحق العودة إلى فلسطين"..
البص والبرج الشمالي
وقال حسين مرعي ابن مخيم البص لوكالتنا: إن "النكبة هي دمعة لم تتجمد بعد في عيني شيخ هرم، قد تجاوز التسعة عقود، وما زال يحمل مفتاح بيته الذي خرج منه قسراً".
وأوضح: "أنها ليست نكبة فلسطين وحدها، بل نكبة الأمة كلها. فقد استطاعت كل من بريطانيا وأمريكا والغرب في زرع هذا الخنجر المسموم في قلب الوطن العربي، لإنهاكه والقضاء عليه ".
أما أم محمد ابنة مخيم البرج الشمالي، فقالت لـ"وكالة القدس للأنباء": "كل يوم يمر عليَّ خارج وطني فلسطين يكتسي بالحزن والأسى. فأمنيتي الوحيدة في هذه الحياة هي أن أرى فلسطين قبل أن أفارق الحياة. هذه الحرقة الممزوجة بلوعة الفراق تصل إلى ذروتها في ١٥ أيار، وخصوصاً عندما أرى صور أجدادنا، وكيف تهجروا من فلسطين. كل هذه المشاهد تكون حاضرة أمام عيني في ذكرى النكبة ".
ولفت أبو آدم إلى أن "مسيرات العودة لم تات صدفة، كما يدعي البعض، بل رسخت بدماء أبنائها أكبر ملحمة تاريخية عند السياج الفاصل. ونحن كلاجئين، اليوم نتنفس الصعداء، ونشعر بالاعتزاز بهذا التحرك."
برج البراجنة وشاتيلا
بدورها قالت آمنة عطعوط من سكان مخيم برج البراجنة، لـ"وكالة القدس للأنباء": "النكبة ذكرى مؤلمة، ولا زالت في بالنا حية ولا تموت، ونحن الفلسطينيون مستعدون أن نفدي أرض أجدادنا وأبائنا بأرواحنا، وننتظر مسيرة العودة لنذهب إلى الحدود ونصرخ بأعلى أصواتنا: بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".
وأوضح محمد مصطفى أن العدو يتوهم أن "الكبار يموتون والصغار ينسون"، ولكن الشعب الفلسطيني أكد خلال مسيرات العودة، أنه لم يزدد إلا قوة وعزيمة، وهو ماضٍ على درب الحرية والتحرير والكيان إلى زوال"..
وقال: "نحن في مخيمات الشتات، نتطلع هذا العام أن تكون مسيرة العودة المليونية في الداخل نقطة فاصلة في القضية الفلسطينية، ونحن مستعدون لتقديم كل أنواع الدعم إلى شعبنا المقاوم في الداخل".
ورأى ماهر الحاج أن "النكبة تاريخ أسود في سجل البشرية، ومسيرة العودة المليونية خطوة مهمة نحو العودة، بخاصة في ظل كل المؤامرات التي تحاك ضده ".
واعتبر فؤاد عابد من سكان مخيم شاتيلا، لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "النكبة ذكرى أليمة أدت إلى اقتلاع جزء من شعبنا من أرضه وتشريده، وإحلال شعب آخر محله، ما شكل وصمة عار على جبين كل من يدعي حقوق الإنسان. ومسيرة العوده هي جزء من نضال شعبنا للعودة إلى أرضه ".
وقال محمود هاشم: "كل عام يزداد الفلسطينيون إصراراً أكثر على حقهم في العودة والمقاومة، ومستعدون لتقديم الأرواح من أجل إسماع كل العالم بأن الفلسطينيين يريدون العودة بكل الوسائل، وما يقوم به أهلنا في غزة هو خير دليل على أن الحق الفلسطيني لن يموت".
وأكد أبو خالد معروف أن "المسيرات ليست للاحتفال، بل حراك من أجل العودة، والتأكيد على إصرار الشعب الفلسطيني على انتزاع حقه، ونحن الجيل الجديد كما الجيل القديم يصرَ على العودة، والمسيرة المليونية يجب أن تكون مسيرة من أجل إنهاء كلمة النكبة واستبدالها بالعودة".
هذا الشعب الصامد والصابر والمجاهد، لا يمكن أن يهزم، وهو مؤمن بحقه، وبالمقاومة وسيلة للعودة والتحرير.