أصاب سرطان العظام ذلك المرض الخبيث الطفلة الفلسطينية مرام محمد محسن زعاقيق قبل 3 اعوام عندما كان عمرها 10 سنوات فقط. منذ ذلك اليوم ومرام تصارع وتقاوم بجسدها النحيل احد اخطر انواع السرطان وتصر على العودة إلى حياتها الطبيعية رغم ما قاله الأطباء من استحالة ذلك، إلا أن مرام املها كبير بالله سبحانه وتعالى وتتسلح بإرادة حديدية وعزم وإصرار يزداد كل يوم مع استفحال المرض في جسدها.
ويقول والد مرام وهو موظف بسيط في الدفاع المدني الفلسطيني وأسير محرر أمضى عامين في سجون الاحتلال الاسرائيلي إن "المرض أصاب طفلته وهو لا يزال أسيراً، فكانت أوقات صعبة جداً مرت عليه وعاشتها طفلته وهي في أمس الحاجة إلى حنان الأب".
وقد حاولت والدتها كل جهدها لإيجاد علاج لطفلتها في المستشفيات المحلية دون جدوى وتم تحويلها للعلاج في الأردن وقضت فترة طويلة وقد نصحهم الأطباء هناك ببتر قدم مرام اليسرى لمنع انتشار المرض إلا أن والديها وجدّها رفضوا هذه الفكرة على أمل ايجاد حل آخر يبقي على قدمها.
وبعد عودة مرام من الأردن أدخلت مستشفى الحسين الحكومي في بيت جالا وتم تحويلها من هناك إلى مستشفى هداسا عين كارم حيث اقترح الأطباء هناك أيضاً بتر قدمها لإيقاف انتشار المرض إلا أن والديها استمرا في رفض الفكرة. وقد أجريت لها عملية ليزر استمرت 3 أشهر استقرت بعدها الحالة الصحية لمرام وأصبح بإمكانها الذهاب إلى المدرسة.
منذ حوالي الشهرين تبين أن المرض قد وصل إلى الكبد وتم تحويلها إلى مستشفى هداسا مرة أخرى ولم تتلقى مرام أية علاج سوى المسكنات بسبب عدم وجود أي علاج طبي لوضعها الحالي. ويتابع والد مرام: "فقدت ابنتي القدرة على الحركة والمشي وهي بحاجة إلى رعاية مستمرة والعلاج الوحيد الذي تتلقاه هو المضادات الحيوية، وقد تكفلت وزارة الصحة الفلسطينية بتغطية كافة نفقات علاجها وأقوم بنقلها مرتين أسبوعياً إلى مستشفى هداسا بسيارة تحمل لوحة تسجيل اسرائيلية وهي عملية مكلفة جداً لا يقدر مرتبي البسيط على تغطيتها".