قائمة الموقع

الأطفال الأسرى .. إدانة صارخة لوحشية العدو

2017-04-16T22:00:00+03:00
الأسير الطفل أحمد مناصرة
وكالة القدس للأنباء - متابعة

كان الأطفال الفلسطينيون ولا يزالون أحد أبرز استهدافات آلة القمع والقتل لقوات الاحتلال الصهيونية، وقد زج بالآلاف منهم في السجون، في مخالفة صريحة وعلنية لكافة القوانين والاتفاقات الدولية المتعلقة بهم، وطبقت بحقهم أحكاماً قاسية تراوحت بين المؤبد وسنوات عدة.

كل ذنب هؤلاء الأطفال هو مواجهة دبابات العدو ورشقها بالحجارة، وكان الكيان الصهيوني الوحيد في العالم الذي يحاكم الأطفال في المحاكم العسكرية.

اتبع العدو في اعتقاله نهجاً رخيصاً في ملاحقة الأطفال ومداهمة منازلهم، وارتكب أعمالاً وحشية ضدهم، معتمداً أسلوباً ممنهجاً وصل حد الاعتقال الإداري والسجن الانفرادي بحقهم.

وكشف تقرير أصدرته الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، أن 75.5 % من الأطفال الفلسطينيين الذين اعتقلوا ما بين 2012 و 2015 تعرضوا لتعذيب جسدي، شمل الركل والصفع والضرب بالبنادق وخوذات الجنود، ومعظم الأطفال تم اعتقالهم بعد منتصف الليل.

ويشير رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبدالناصر فراونة،إلى أن "كافة الوقائع والاحصائيات تؤكد أن هناك استهدافاً اسرائيلياً ممنهجاً للطفولة الفلسطينية، وأن أعداد المعتقلين من الأطفال في مختلف المراحل العمرية ارتفع بشكل مضطرد، وبوتيرة متصاعدة منذ العام 2011 ، وأن تلك الاعتقالات ارتفعت بشكل غير مسبوق خلال "انتفاضة القدس" التي انطلقت في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2015".

ورصد تقرير لمركز أسرى فلسطين للدراسات نشر في 31 - 12- 2015، اعتقال 1930 طفلاً خلال العام 2015 .

وبلغ عدد الأطفال الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي في نهاية كانون الأول عام 2016، حسب تقارير هيئة شؤون الأسرى والمحررين،  قرابة 350 طفلًا قاصرًا (ما دون سن الـ 18 وفقًا للقوانين الدولية)، يعيشون ظروف القهر في سجون "عوفر" و"مجدو" و"هشارون" وسجن "جفعون" بالرملة التي زجت فيه أطفالاً من القدس ومناطق 1948؛ علماً بأن سلطات الاحتلال اعتقلت خلال العام 2016 ما يقارب 1384 حالة في صفوف القاصرين، والذين شكلوا ما نسبته 21% من مجموع الاعتقالات خلال ذلك العام، والتي بلغت ما يقارب 7000 حالة اعتقال؛ وان محافظة القدس شهدت اعتقال ما يزيد عن 700 حالة في صفوف القاصرين المقدسيين.

ويتعرض هؤلاء الأطفال لقسوة التعذيب والمحاكمات الجائرة، والمعاملة غير الإنسانية، التي تنتهك حقوقهم الأساسية، وتهدد مستقبلهم بالضياع، بما يخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية الطفل.

وتحرم سلطات الاحتلال الصهيونية الأطفال الأسرى من أبسط الحقوق التي تمنحها لهم المواثيق الدولية، وتشتمل:

الحق في عدم التعرض للاعتقال العشوائي،

الحق في معرفة سبب الاعتقال،

الحق في الحصول على محامي،

حق الأسرة في معرفة سبب ومكان اعتقال الطفل،

الحق في المثول أمام قاضي،

الحق في الاعتراض على التهمة والطعن بها،

الحق في الاتصال بالعالم الخارجي،

الحق في معاملة إنسانية تحفظ كرامة الطفل المعتقل.

وخلافاً لالتزاماتها بتوفير ضمانات قضائية مناسبة لاعتقال الأطفال ومحاكمتهم بموجب اتفاقية حقوق الطفل والقانون الدولي الإنساني، طبقت سلطات الاحتلال أوامر عسكرية عنصرية على الأطفال الفلسطينيين الأسرى، وتعاملت معهم من خلال محاكم عسكرية، تفتقر للحد الأدنى من معايير المحاكمات العادلة، خصوصاً الأمر العسكري 132، الذي يسمح لسلطات الاحتلال باعتقال أطفال في سن 12 عاماً.

وتشير التقارير إلى أن الأطفال الفلسطينيين الأسرى في السجون والمعتقلات "الإسرائيلية" يعانون من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى.  فهم يعانون من نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاكتظاظ، والاحتجاز في غرف لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، نقص الملابس، عدم توفر وسائل اللعب والترفيه والتسلية، الانقطاع عن العالم الخارجي، الحرمان من زيارة الأهالي، عدم توفر مرشدين وأخصائيين نفسيين، الاحتجاز مع البالغين، الاحتجاز مع أطفال جنائيين "إسرائيليين"، الإساءة اللفظية والضرب والعزل والتحرش الجنسي، والعقوبات الجماعية، وتفشي الأمراض.

كذلك، فإن إلقاء نظرة على الأحكام المفروضة على الأطفال الأسرى، يظهر أن سلطات العدو لا تتعامل مع اعتقال الأطفال كملاذ أخير.  فمثلاً يوجد طفل حكم عليه بالسجن المؤبد، وثلاثة أطفال محكومون مدة 15 عاماً، وأربعة أطفال محكومون من 5-9 سنوات. وأطفال حكموا من 1-3 سنوات بتهمة الانتماء للتنظيمات الفلسطينية، وبقية الأطفال محكومون من 6-18 شهراً بتهمة إلقاء الحجارة. وغالباً ما يكون الحكم مقروناً بغرامات مالية تتراوح من 1000-6000 شيقل.

وابرزت شهادات الأطفال أساليب وحشية ولا أخلاقية تعرض لها القاصرون خلال اعتقالهم هي:

- الضرب الشديد منذ لحظة الاعتقال بواسطة البنادق والأرجل والدعس عليهم من قبل الجنود.

- إطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة عليهم.

- إستخدام القاصرين دروعاً بشرية خلال عمليات الاعتقال.

- التعذيب والشبح والإهانات والتهديد خلال عمليات الاستجواب.

- ترك الأطفال الجرحى ينزفون فترات طويلة قبل نقلهم للعلاج.

- نقل المصابين إلى مراكز التحقيق رغم سوء أوضاعهم الصحية.

- إجبار الأطفال على الإدلاء باعترافات تحت الضرب والتعذيب والتهديد باعتقال أفراد الأسرة.

- عزل الأطفال في زنازين انفرادية وحرمانهم من زيارة الأهل والمحامين.

- تربيط الأطفال المصابين بأسرة المستشفيات وتحت الحراسة والمعاملة السيئة.

كل ممارسات وضغوط العدو لم تفلح في ثني الأطفال عن قناعاتهم بضرورة اقتلاع الاحتلال من جذوره، فقامات الأطفال الأسرى تكبر على فهم عميق للمواجهة، ومتابعة نهج المقاومة باعتباره وسيلة الخلاص من القيود وتحرير الأرض.

اخبار ذات صلة