قائمة الموقع

انتفاضة القدس خلال 2016

2017-01-01T09:30:26+02:00
مواجهات مع العدو

يُطل علينا العام الجديد والذي ينظر إليه الفلسطينيون بتفاؤل كبير باتجاه تغير ظروفهم السياسية وعلاقتهم مع المحتل الذي صعد في السنوات الأخيرة من حجم انتهاكاته وإعتداءاته بحقهم، ولعل انتفاضة القدس هي العنوان الأبرز في الرهان عليه، فهل يمكن أن تتطور هذه الإنتفاضة التي أطلق شرارتها البطل مهند حلبي العام الماضي لتتحول إلى انتفاضة شعبية تنخرط فيها كافة الفصائل الفلسطينية..؟

القيادي في "حركة الجهاد الإسلامي" في الضفة المحتلة طارق قعدان قال: إن لا أحد يستطيع التكهن ما سيكون الوضع عليه في العام 2017، فهل ستتطور الأوضاع بحيث تكون هبة شعبية جماهيرية كما حصل في الانتفاضة الأولى، أم ستبقى عمليات فردية هنا وهناك.

وتابع:" لم يتوقع أحد من المحللين أن تندلع إنتفاضة (الحجارة عام) 1987 بهذا القدر والحجم، ولكن حادث صغير، فَجَر كل مكنونات الشعب الفلسطيني استنادا إلى أرضية العطاء الذي استمر منذ معركة الشجاعية وعملية الهروب الكبير في الشجاعية حيث شاء الله أن تتحول إلى انتفاضة كبيرة تشمل كل قطاعات الشعب الفلسطيني".

وبحسب قعدان، فإن المقاومة بكافة أشكالها المختلفة من أعمال فردية أو أخرى مباركة، وهي لا تزال مستمرة بالرغم من كافة الظروف المعيقة من اتفاقيات أمنية وتنسيق مع الإحتلال، ثم الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وظروف الشبان المثقلين بالهموم والديون.

وقال: "حتى الآن العمليات الفردية في "إنتفاضة القدس" لم تتحول إلى إنتفاضة جماهيرية مباشرة نتيجة كل هذه الظروف والإخفاقات التي سادت الانتفاضات السابقة والتسابق لقطف ثمارها قبل أوانها".

 للإنتفاضة إيجابيات كبيرة، ولكن ورغم عدم إتساع الانتفاضة كما هو مأمول منها، يعتقد قعدان أن لهذه الإنتفاضة إيجابيات كبيرة، ولكن لا بد من إعادة تقييمها...

وقال قعدان: "إن الواقع يشير إلى أن هذه الإنتفاضة تحرك المشاعر وتحشد جماهير الشعب الفلسطيني باتجاه تأسيس مرحلة جهادية كبرى وعظيمة، ولكنها بالوضع الحالي لن تُشكل عنصر دفع وتدافع حقيقي يفضي لتحقيق النصر الذي يحلم به الشعب الفلسطيني ولا تستطيع إستنزاف الإحتلال ليقدم تنازلات كبيرة.

وعن سبب عدم توسع هذه الإنتفاضة قال قعدان:" الأسباب كثيرة جدا فالفصائل تبارك أعمال الإنتفاضة ولكنها تبقى بمنأى عنها ولا تشارك فيها بمعنى الكلمة الحقيقية والفعل المؤثر والمنظم  وبالتالي تبقى تراوح مكانها ومعزولة حيث تتم كل هذه العمليات".

ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة المحتلة، فايز وردة وافق القيادي قعدان بهذا السبب، وقال: "حتى الآن لم تستطع الفصائل الفلسطينية أن تواكب بشكل صحيح هذه الإنتفاضة، وأن تستغل تحرك هؤلاء الشباب, وتضحياتهم بحيث تتحول لإنتفاضة شعبية توجع الإحتلال".

واعتبر وردة أن من الأسباب الأخرى على تقييد الانتفاضة هو التضييقات على الأرض سواء من السلطة أو الإحتلال.

ومع كل هذه الأسباب يرى وردة العام 2017 بتفاؤل كبير على أنه يمكن أن يشكل نقطة تحول كبيرة: "نحن نرى أن الإنتفاضة في تطور وستكون لها منحى أكبر على ما هي عليه الآن بإذن الله، فالانتفاضة بين الحين والأخر تهدأ، ولكننا نتطلع للعام المقبل بأن يكون عام تحديد مسار جديد للانتفاضة وعام توحيد الشعب الفلسطيني".

وقال: "لا أتوقع أن تتحول الإنتفاضة لتكون شعبية وخاصة في الضفة المحتلة بسبب التضييق والمنع من قبل أجهزة السلطة التي تمنع التحركات الشعبية، ولكن نتوقع أن تستمر من خلال عمليات فردية نوعية وبوتيرة أعلى وأشمل".

وأضاف أن ما يكشف عنه يومياً من اعتقال خلايا مقاومة في الضفة المحتلة تعمل على تطوير أسلحة يؤكد على أن هناك من يعمل تحت الأرض وفي الخفاء لتصعيد الإنتفاضة وتطويرها في مقاومة المحتل.

النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الدكتور حسن خريشة يرى أيضاً أن الانتفاضة ستسمر في العام المقبل ولكن دون تطور كبير في أدائها، مشيراً إلى أنها استمرت في العام 2016 بالرغم من كل المحاولات لوأدها، وإن لم تكن على مستوى الآمال التي كانت تعقد عليها.

وكما القياديين قعدان ووردة فإن خريشة يرى أن الخلل في تعامل الفلسطينيين مع هذه الانتفاضة، وعدم انخراطها فيها، إلى جانب عدم وجود غطاء مالي وسياسي لها من قبل السلطة الفلسطينية، والإجراءات الصهيونية التي أتبعت أسلوب العقوبات الجماعية.

ورغم كل ذلك بحسب خريشة فالانتفاضة لا تزال قائمة، والعمليات لم تتوقف بين الفينه والأخرى، من خلال عمليات نوعية يقوم بها أشخاص نوعيين كما هو الحال مع صبيح أبو صبيح من القدس.

وشدد خريشة على أهمية الانتفاضة كفعل فلسطيني مقاوم بالرغم من محدوديتها، وقال: "أعتقد أن رسائل الانتفاضة حتى اللحظة لا تزال تتفاعل، بالمحيط بالرغم من محاولة البعض أن لا يرى هذا التفاعل الذي خلقته الانتفاضة بتوحيد شعبنا في 1948 وكل الوطن الذي بات يعرف جيدا أن المطلوب منه التحرك للتخلص من الإحتلال".

وختم خريشة بالقول: إن محاولات وأد الإنتفاضة لن تنجح، فالفعل الصهيوني على الأرض سيدفع باتجاه أن تندلع الإنتفاضة أكثر وأكثر.

المصدر: وكالة فلسطين اليوم 

اخبار ذات صلة